في وقت تزداد الهواجس في منطقة الخليج، بعد توقيع الغرب في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي اتفاقاً مع ايران حول برنامجها النووي، اكد الرئيس باراك أوباما وفي أول تصريحات علنية له منذ الاتفاق، أن «جميع الخيارات هي على الطاولة» في التعامل مع ايران وأن «لا صفقة نهائية هو أفضل من صفقة سيئة» مشيراً الى أن تصرف إيران «المخرب في المنطقة هو ضد المصلحة الاميركية والإقليمية». وفي مشاركة له في مؤتمر «مركز صابان» التابع لمعهد بروكينغز، قال أوباما أمس أن «منع ايران من امتلاك السلاح النووي في صلب المصلحة القومية الاميركية» وان الاتفاق المرحلي «ليس مبنيا على الثقة بل على البرهان». وقارب أوباما بين طريقة تعامله مع النموذج الإيراني بتجربة رونالد ريغان مع الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة التي انتهت بتهاوي المعسكر الشرقي. وأكد ان واشنطن تستشير «جميع حلفائها حول شكل الاتفاق النهائي» وأن إدارته ملتزمة الى أقصى الحدود أمن اسرائيل وأن الديبلوماسية مع ايران والاتفاق المرحلي لإبطاء برنامجها النووي كان «أفضل الخيارات» في هذه المرحلة. ولفت الى إنخراط ايران «المستمر بتصرف مخرب في المنطقة ويضر بالمصلحة الاميركية والأمن الإقليمي». وشدد على انه ليس من حق ايران التخصيب وقال ان حقها فقط يتمثل ببرنامج نووي سلمي فقط. وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل على هامش منتدى «حوار المنامة» الأمني الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن البرنامج النووي احد الأخطار التي تطرحها ايران، «لذا تلتزم الولاياتالمتحدة في شكل ثابت ومستمر، أمن الشرق الأوسط، وتدعمه بجهود ديبلوماسية وقوة هائلة من الطائرات والسفن والدبابات والمدفعية و35 ألف جندي، تشكل منظومة الدفاع لشركائنا في منطقة الخليج». واللافت ان دعوة اللواء يحيى رحيم صفوي مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي، دول المنطقة الى «مد يد الصداقة الينا، بدلاً من اتخاذ سياسات خاطئة تجاهنا أو التقرب من اسرائيل». ووصف صفوي الأميركيين بأنهم «رمز الظلم والمؤامرة في العالم» وبالتزامن مع وصول مفتشَين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليتفقدا منشأة «آراك» النووية جنوبطهران، تنفيذاً لاتفاق أبرمه الجانبان في 11 تشرين الثاني، اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان الطاقة النووية والتكنولوجيا ليستا وحدهما من حقوق بلاده، بل عملية تخصيب اليورانيوم ايضاً. وشدد هاغل في كلمة بعنوان: «أولويات الأمن العالمي للولايات المتحدة»، على ان الاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي والذي يمتد ستة أشهر، «لم يضعف تركيزنا على التحديات التي تسببها ايران، بعدما زعزع نفوذها الاستقرار إلى حد بعيد، فيما يمنح الوقت لإجراء مفاوضات جدية وليس للخداع». وتابع: «نعلم ان الديبلوماسية مليئة بالأخطار وتحتاج الى صبر وشجاعة، لكنها لا تعمل في فراغ، إذ يعتمد نجاحها على قدراتنا العسكرية، وصدقية تطميناتنا لحلفائنا وشركائنا في الشرق الأوسط». وزاد: «التزامنا أمن أصدقائنا في المنطقة واستقرارهم ليس موضع تفاوض، ولن يتأثر بخفض موازنة البنتاغون». وتعهد الوزير عدم تغيير الاتفاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي وواقع الوجود العسكري الأميركي، بل تعميقها، داعياً الى بحث التعاون الخاص بأنظمة الدفاع ضد الصواريخ الباليستية عبر لقاءات دورية مع دول المجلس، وابرام صفقات بيع أسلحة أميركية متطورة اليها كمجموعة وليس كدول منفردة. ولفت الى ان البنتاغون أرسل احدث طائرات أميركية مقاتلة الى المنطقة، وبينها طائرة «إف 22» التي لا تستطيع اجهزة الرادار كشفها، وانه باشر برنامجاً بكلفة 580 مليون دولار لتوسيع المنشآت العسكرية الأميركية في المنطقة، وبينها مقر الأسطول الخامس في البحرين، وانشاء مركز للعمليات الجوية المشتركة في قطر. على صعيد آخر، وفي زيارة مفاجئة لكابول، اعلن هاغل ان نظيره الافغاني باسم الله محمدي اكد له ان الاتفاق الامني الذي ينظم وجود الجنود الاميركيين في افغانستان بعد العام 2014 سيوقع «خلال مهلة معقولة» لم يحددها، رغم ان الرئيس الافغاني حميد كارزاي رفض توقيع الاتفاق سريعاً وحدد شروطاً.