في تفاعل سريع وتجاوب مع ما نشرته «الحياة» في عددها الصادر رقم (18475) عن معاناة طلاب قسم التربية البدنية في جامعة أم القرى بعنوان «محاضرات رياضية على البلاط»، قامت إدارة الجامعة في اليوم الثاني من طرح القضية بتأمين 600 كرسي لتغطية العجز في جميع القاعات الدرسية، وذلك بإشراف مباشر وحضور من وكيل الجامعة للشؤون التعليمية ثامر الحربي الذي تابع توزيع المقاعد في جميع القاعات رغبة في تهيئة الأجواء المناسبة للطلاب لتساعدهم على التحصيل العلمي المنشود في نهاية العام. وأكد ثامر الحربي في تصريح خاص إلى «الحياة» أن ما حدث من تدريس بعض المواد على الأرض لم يكن مقبولاً من الطلاب، وأن القسم لم يشعرهم بحاجتهم إلى مقاعد درسية، ولم يعلموا بتلك الظروف إلا من طريق «الحياة»، الأمر الذي قاده إلى المسارعة في اليوم التالي لطرح القضية إلى تأمين 600 مقعد دراسي لإكمال النقص في جميع القاعات. وأضاف الحربي: «أقسم بالله العظيم إننا لم نعلم عن هذه المشكلة إلا بعد مشاهدة الصور في صحيفة الحياة، إدارة قسم التربية البدنية أو عمادة الكلية لم تشعرنا بحاجة القاعات إلى مقاعد دراسية وخصوصاً أن هذه المقاعد كانت متوافرة قبل إجازة الحج، وقد تكون نُقلت إلى أماكن أخرى للحاجة، ولكننا لم نبلغ عن نقص المقاعد في القاعات» وتابع: «لو علمنا لوفرنا مقاعد بديلة في صورة عاجلة، ولما سمحنا بتدريس الطلاب على الأرض، لذا فعندما شاهدت الصور وجهت سريعاً بتأمين 600 كرسي لتغطية النقص في جميع القاعات وأشرفت بنفسي على عملية التوزيع في اليوم التالي، واطمأننت على وضع أبنائي الطلاب، وهذه المشاهد لن تتكرر بإذن الله في الجامعة مستقبلاً». ورمى الحربي باللائمة على الأكاديميين الذين أجبروا الطلاب على الدرس على الأرض قائلاً: «اللائمة تقع أولاً وأخيراً على من قام بتدريس الطلاب من أعضاء هيئة التدريس في الممرات على البلاط، إذ ليس من المعقول أن يصل بنا الوضع إلى هذه الحال مهما كانت المبررات، وحديثهم عن عدم وجود الكراسي غير منطقي ومردود عليهم، فأية مادة درسية قبل أن تنزل من عمادة القبول والتسجيل يجب أن يتوافر لها ثلاثة شروط هي (القاعة والدكتور والجدول الزمني)، وفي حال عدم توافر أحد هذه الشروط فمن المستحيل أن تنزل المادة، لذا حددنا لكل مادة قاعة درسية مستقلة، فلماذا يتم إجبار الطلاب على الدرس في الممرات»؟ وزاد: «إذا كانوا يعانون من مشكلات معينة في المقاعد أو الإضاءة أو التكييف فكان من الواجب عليهم أن يشعرونا كي نستطيع مساعدتهم أو تأمين أماكن بديلة لهم، لكنهم فضلوا التدريس على الأرض وفي المصلى، وحتى بعد تأمين المقاعد فإنهم قد يعودون إلى الحال نفسها، لأنهم يرون أنهم أصحاب القرار ولا أحد يستطيع منعهم من ذلك». وواصل الحربي: «منحنا قسم التربية الرياضية مبنى موقتاً لتدريس الجانب العملي فقط في الصالات المغلقة نظراً إلى الظروف الصعبة التي مر بها الجميع في المبنى القديم في العزيزية ولكي لا يقف الدرس، ولم نسمح فيه بتدريس الجانب النظري نهائياً، لأن النظري له قاعات مخصصة مجهزة بالمقاعد الكافية والسبورات الحديثة و«البروجكتور»، وهذه المعلومة يجب أن يعيها أعضاء هيئة التدريس كافة كي لا يتكرر ما شاهدناه من صور لا تليق بالجامعة ولا بالطلاب المنتسبين إليها». وأضاف: «وفرنا عهدة سريعة طلبها رئيس القسم، كما وفرنا بعض الأجهزة الرياضية الضرورية في الجانب العملي، ووعدته بأننا سنؤمن الكثير من الحاجات مع بداية الفصل الدراسي الثاني، وهذا المبنى بديل ريثما يكتمل مشروع المبنى الجديد المخصص للقسم والذي سيكون مجهزاً بالمتطلبات والمستلزمات كافة التي يحتاج إليها الجميع، كما سيتم تأمين عمال نظافة في صفة دائمة في المبنى الجديد». هذا وعلمت «الحياة» أن شركة الصيانة سحبت عاملها المشرف على ركن المقصف في مدخل القسم بعد نزول القضية، وذلك خوفاً عليه من المساءلة لأنه غير متخصص في هذا المجال ولا يحمل شهادة صحية تثبت خلوه من الأمراض، ما جعله يسحب صناديق العصائر والمياه والمواد الغذائية التي كان يبيعها للطلاب في الفترات السابقة.