يستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما لعرض سلسلة إجراءات حول الهجرة تؤدي إلى تسوية أوضاع موقتة لقسم من المقيمين في شكل غير شرعي في الولاياتالمتحدة والبالغ عددهم 11 مليون شخص، في ما يعتبره خصومه الجمهورين استغلالاً للسلطة. وبين الإجراءات المطروحة، منح أهالي الأولاد الذين يحملون الجنسية الأميركية أو إقامة دائمة، أوراقاً تتيح لهم العمل في شكل شرعي وتحميهم من الطرد. وبالإجمال فإن الإجراء الرئاسي يمكن أن يشمل ثلاثة إلى خمسة ملايين شخص، لكن البيت الأبيض يبقى متكتماً حتى الآن حوله. وقال أوباما في شريط فيديو بث على فيسبوك الأربعاء: «كل الناس متفقون على أن نظام الهجرة لدينا لم يعد يعمل بشكل صحيح. للأسف إن واشنطن تركت الوضع يتفاقم منذ فترة طويلة». وأضاف: «ما سأقدمه هو ما يمكنني فعله بصفتي رئيس لكي يعمل النظام بشكل أفضل مع مواصلة العمل مع الكونغرس عبر تشجيعه على التصويت على قانون يعالج المشكلة بمجملها». وفي عام 2012 وضع أوباما برنامجاً يقدم تصريحات إقامة موقتة للقاصرين الذين وصلوا إلى الأراضي الأميركية قبل سن 16 سنة. وحصل حوالى 600 ألف مقيم غير شرعي على تصريحات عمل قابلة للتجديد كل سنتين من خلال هذا البرنامج في 30 حزيران (يونيو) 2014. وقال جون كورنين نائب رئيس الجمهوريين في مجلس الشيوخ إن القرار الذي يستعد الرئيس لاتخاذه هو «غير دستوري وغير شرعي». وندد السناتور تيد كروز المعارض البارز للرئيس الأميركي ب»إملاءات» من «حاكم». وقال مايكل ستيل الناطق باسم زعيم الجمهوريين في مجلس النواب جون باينر: «إذا تجاهل الإمبراطور أوباما الأميركيين وأعلن عن مشروع عفو وهو ما أقر بنفسه عدة مرات بأنه يتجاوز صلاحياته الدستورية، فسيقضي على فرص التوصل إلى قانون في الكونغرس حول هذا الموضوع وكذلك حول عدة مواضيع أخرى». ويذكر معسكر الجمهوريين منذ عدة أيام بمواقف أوباما الذي رفض في السابق طلبات تمديد تسوية الأوضاع. وكان أوباما رفض في السابق إصدار مرسوم حول إصلاح الهجرة. ففي شباط (فبراير) 2013 حين توسل إليه ناشط شاب التدخل لوقف تفكك عائلات عبر طرد أفراد لا يحملون وثائق، رد أوباما أن ليس لديه السلطة للتحرك. وقال آنذاك: «المشكلة هي أنني رئيس الولاياتالمتحدة ولست إمبراطور الولاياتالمتحدة. إن واجبي هو تنفيذ قوانين يتم تمريرها». وكان إصلاح نظام الهجرة فشل في الكونغرس، وفي مطلع الشهر الجاري، انتزع الجمهوريون الغالبية في مجلس الشيوخ من أيدي الديموقراطيين. وأعلن أوباما عزمه التحرك عبر مراسيم مستخدماً سلطاته التنفيذية معتبراً أنه لا يمكنه «الانتظار إلى ما لا نهاية» لكي يتم إقرار إصلاح في الكونغرس.