تواصل في الساعات الأخيرة رسو القوارب الآتية من شمال أفريقيا، ومن ليبيا تحديداً، وهي تحمل على متنها آلاف المهاجربن، وعلى رغم سوء الأحوال الجوية والرياح العاتية في قناة صقليّة، حيث رست في ميناءي «بوروت إيمبيدوكلي» (محافظة آغريحينتو ) و «بوتسالّو» (راغوزا) الجنوبيتين، سفينتان تابعتان لحرس الحدود الإيطالي تحملان على متنهما 450 مهاجراً. وكانت رست في ميناء «بوتسالّو» سفينة أخرى أسعفت 110 مهاجرين من سورية وأفغانستان والعراق، كانوا على متن قارب صغير وقديم، حدّد بعض الصيّادين موقعه وسارعت سفن حرس الحدود الإيطاليين إلى إسعافه ونقل ركّابه إلى متن القطع البحرية الإيطالية. ويُنتظر أن ترسو في ميناء «بورتو إيمبيدوكلي» في الساعات المقبلة قطعة بحرية إيطالية أخرى تابعة لحرس الحدود وعلى متنها 283 مهاجراً من مختلف الجنسيات، رحلوا من السواحل اللببية على متن قوارب مطّاطيّة. وكانت عملية «بحرنا» التي نفّذتها القوات الإيطالية لسنة كاملة لإنقاذ المهاجرين في المتوسّط، توقّفت عن العمل في مطلع الشهر الجاري، وحلّت محلها قوة «فرونتيكس» الأوروبية لمراقبة الحدود الجنوبية الأوروبية وإسعاف القوارب المعرّضة للغرق. وواجهت عملية «بحرنا» نقداً شديداً من المعارضة الإيطالية، وبالذات من قبل «رابطة الشمال» الانفصالية وزعيمها الشاب ماتّيو سالفيني، الذي اعتبر العملية «دعوة للمهاجرين غير القانونيين لقضاء عطلة خمس نجوم في إيطاليا على حساب دافع الضرائب الإيطالي» الشمالي، برأيه. وطالبت «الرابطة» أكثر من مرّة باستقالة وزير الداخلية آنجيلينو آلفانو في حين دافعت الحكومة عن العملية معتبرة إيّاها «وسيلة للحيلولة دون مآسي غرق ومصرع آلاف البشر».