توالت ردود الفعل المؤيدة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى «وحدة الصف والدعم لمصر»، بعد اتفاق الدول الخليجية على «نبذ الخلافات، وفتح صفحة جديدة في العلاقات» الأحد الماضي في الرياض. وثمن الرئيس الفلسطيني محمود عباس جهود الملك عبدالله في «لمّ شمل الأمة العربية»، في وقت رحبت عُمان رسمياً ب «إنهاء أسباب الخلاف الطارئ بين دول الخليج، وفتح صفحة جديدة من الإجماع والتوافق بما يعيد اللُحمة وروح العمل العربي المشترك». وقال الرئيس الفلسطيني في بيان أمس، إن «هذا الجهد الحثيث من خادم الحرمين الشريفين والرؤية الثاقبة ستساهم في لمّ شمل أمتنا ورص صفوفها وأنها من دون شك ستنعكس بشكل إيجابي على الأمة العربية، وعلى القضية الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني خاصة في هذه الظروف الحساسة والدقيقة التي تمر بها قضيتنا الوطنية والقدس والمقدسات». وأكد أن «موقف المملكة الداعم لوحدة الصف العربي والدفاع عن فلسطين ، والشعب الفلسطيني كان دائماً وما زال في خدمة قضايا الأمة العربية بأسرها، من أجل رفعتها والذود عن مصالحها القومية والوطنية». ورحبت عُمان ببيان خادم الحرمين الشريفين الذي أكد فيه «إنهاء الخلافات الخليجية»، وشددت وزارة الخارجية العُمانية في تصريح أمس على» أهمية ما جاء في هذا بيان الملك عبدالله بن عبدالعزيز من مضامين ومبادئ مهمة»، معربة عن أملها أن تشكل هذه الدعوة « دافعًا قويًا نحو وحدة الصف العربي والتوافق ونبذ الخلافات بما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة ويلبي آمال شعوب الدول العربية والإسلامية وتطلعاتها». إلى ذلك، عاد السفير البحريني لدى قطر وحيد مبارك سيار إلى الدوحة أمس، بعد غياب دام ثمانية شهور، واستقبله لدى وصوله إلى مطار الدوحة مدير إدارة المراسم في وزارة الخارجية السفير إبراهيم فخرو، وشكل هذا التطور أحدث مؤشر إلى تطبيق المنامة اتفاق الرياض الذي قرر عودة السفراء، وكان السفير السعودي عبد الله بن عبد العزيز العيفان عاد الثلثاء الماضي وباشر مهامه. في غضون ذلك استكملت الدوحة استعدادتها لاجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وأكد مصدر قطري ل «الحياة»، أن «الوزراء سيجتمعون الإثنين المقبل للتحضير للقمة التي تعقد الشهر المقبل». وقال السفير البحريني سيار في بيان أمس: «في البداية أنا سعيد جداً بوجودي مرة أخرى بين أهلي وإخوتي في قطر، وذلك لمواصلة الدور والعمل في خدمة العلاقات الأخوية التي تربط البلدين». وتابع: «لا يسعنا هنا كشعب خليجي، إلا أن نشيد ونثمن الدور الرائد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، على دوره الجوهري في الوصول إلى هذا النجاح في القمة الأخيرة، لدعم وحدة الصف الخليجي، بما يلبي تطلعات الشعوب الخليجية وآمالها ونصرة القضايا العربية والإسلامية». من جهة أخرى، قال وزير الدولة البحريني للشؤون الخارجية غانم البوعينين في تصريح إلى «الحياة»، عبر الهاتف من لندن أمس، إن عودة السفراء إلى الدوحة «نتيجة طبيعية للعلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي، والشعوب الخليجية وهي تتعدى العلاقات السياسية إلى علاقات اجتماعية، وعودة مسار العلاقات أمر طبيعي، يترجم متانة وقوة تماسك دول الخليج». وأضاف:» نتمنى أن يكون ما حصل هو سحابة صيف مرت على المنطقة، ولن تعود مرة أخرى»، مشيراً إلى أن هناك» تأكيدات من الأطراف الخليجية كافة لطي سجل الخلافات وفتح صفحة جديدة». وأكد البوعينين أن الدول الخليجية كافة «تدعم مصر كدولة رائدة وقادرة في المنطقة، ويجب علينا اليوم التكاتف والالتفاف حولها، لأن قوة مصر هي قوة لكل دول الخليج من دون استثناء، خصوصاً في ظل هذه الظروف المحيطة بنا».