لليوم الثاني، توالت ردود الأفعال العربية المرحِّبة باتفاق الرياض التكميلي وبتصريح خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الصادر أمس الأول والمؤكِّد على بدء صفحة جديدة لدفع مسيرة العمل المشترك خليجياً وعربياً وإسلامياً. وأتى هذا الترحيب وسط توقعات بأن يكون لمبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز انعكاساً إيجابياً على قضايا الأمة المصيرية خاصةً القضية الفلسطينية. وأبدت سلطنة عُمان ارتياحها للبيان الذي أصدره الديوان الملكي السعودي وتأكيد خادم الحرمين الشريفين على أهمية إنهاء كافة أسباب الخلاف الطارئ بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وفتح صفحة جديدة من الإجماع والتوافق بما يعيد اللُّحمَة وروح العمل العربي المشترك. وشددت السلطنة، في بيانٍ أصدرته الخارجية العمانية أمس، على أهمية ما جاء في هذا البيان من مضامين ومبادئ مهمة، معربةً عن أملها أن تشكل هذه الدعوة الكريمة دافعاً قوياً نحو وحدة الصف العربي والتوافق ونبذ الخلافات بما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة ويلبي آمال وتطلعات شعوب الدول العربية والإسلامية. وكان اتفاق الرياض التكميلي الذي أقرته قمة خليجية استثنائية الإثنين الماضي أسفر عن عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى دولة قطر. وبعد يومٍ على إقراره، أكد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن الاتفاق وضع إطاراً شاملاً لوحدة الصف والتوافق ونبذ الخلاف خليجياً وعربياً وإسلامياً، داعياً مصر إلى إنجاح هذه الخطوة، وهو ما رحبت به الرئاسة المصرية. في الإطار ذاته، ربط الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بين مبادرة خادم الحرمين في قمة الرياض الأخيرة والقضية الفلسطينية. وتوقَّع عباس، في بيانٍ بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، أن يساهم «هذا الجهد الحثيث وهذه الرؤية الثاقبة في لمِّ شمل أمتنا ورصِّ صفِّها، وأن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على الأمة العربية وعلى القضية الفلسطينية ووحدة شعبنا، خاصةً في هذه الظروف الحساسة والدقيقة التي تمر بها قضيتنا الوطنية والقدس والمقدسات». وذكَّر عباس بأن موقف المملكة العربية السعودية «الداعم لوحدة الصف العربي والدفاع عن فلسطين قضيةً وشعباً، كان دائماً ولا يزال في خدمة قضايا الأمة العربية بأسرها من أجل رفعتها والذود عن مصالحها القومية والوطنية». وفي الدوحة، نوَّهت الصحف القطرية الصادرة أمس بحكمة خادم الحرمين وأبدت تقديرها لقيادته وسعيه إلى تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك. ورأت صحيفة «الراية» أن إشادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز باتفاق الرياض التكميلي تمنح هذا الاتفاق دعماً قوياً وتؤكد على أهميته خلال المرحلة المقبلة. واعتبرت الصحيفة أن الاتفاق خطَّ لمرحلة جديدة ومهمة في تاريخ العلاقات الخليجية- الخليجية تنتهي فيها كافة أسباب الخلاف الطارئ من أجل فتح صفحة جديدة لدفع مسيرة العمل المشترك، ليس لمصلحة شعوب الخليج العربي فحسب وإنما لمصلحة الشعوب العربية والإسلامية كافةً. وخَلُصَت الصحيفة إلى القول إن خادم الحرمين «كبير الأمة العربية وهادي ركبها، وأنه دائماً ما يجمع ولا يفرق الأمة العربية، لذلك فإن المطلوب أن تجد دعوته صدى لدى الجميع في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية، التي تتطلب تضافر الجهود على مختلف المستويات، لمواجهة التحديات الكثيرة التي تهدد الأمة العربية من عمليات تفريق وإرهاب». كما نوَّهت صحيفتا «الوطن» و»الشرق» القطريتان بدور وجهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز في حماية المنظومة الخليجية والانطلاق نحو تضامن عربي أوسع وأشمل سيكون له أثره المباشر على جميع الشعوب العربية وسيعم خيره على قضايا الأمة المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودعم الأقصى في مواجهة العدوان الصهيوني المتواصل ولجم الآلة العسكرية الإسرائيلية. في سياقٍ متصل، تنبأ رئيس وزراء مصر الأسبق، الدكتور علي لطفي، بأن تسير جميع الدول العربية في المسار الذي أسس له خادم الحرمين وتجاوبت معه مصر. وأبدى لطفي، خلال تصريحاتٍ ل «الشرق» أمس، ارتياحه للمستجدات الأخيرة لأنها تدفع في اتجاه مزيد من التقارب والتكاتف العربي لمواجهة أخطار تحدق بالمنطقة ولا يمكن لدولة أن تواجهها وحيدة. وأضاف «الهدف واضح تماماً، وهو لم الشمل العربي، يكفينا صراعات وخلافات لأن المؤامرات الخارجية تحيط بنا، لكن وحدتنا وتكاملنا ستجعلنا أكثر قوة في مواجهة هذه التحديات». وتطرق رئيس وزراء مصر الأسبق إلى دور الإعلام العربي قائلاً إن «عليه أن يعمل على توعية الجماهير العربية تماشياً مع المبادرة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين، وأن يعمل على تبيان المخاطر التي تواجهها الأمة العربية».