أكد نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي عبدالعزيز بن صالح الفريح، أن التغيرات المتلاحقة في القطاع المالي سواء أكان محلياً أم عالمياً تتطلب تركيزاً أكبر على منهجية بناء وتطوير القدرات المهنية للموارد البشرية، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للقطاع. وقال الفريح في كلمة افتتح بها فعاليات أعمال ورشة عمل بناء القدرات المهنية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنشأة، التي نظّمها المعهد المصرفي والمالي في الرياض أمس، أنه لأجل مواجهة التحديات المحتملة في المستقبل، لا بد من إعداد الكفاءات من خلال صقل المهارات الأساسية والصفات والسلوكيات اللازمة للمهنيين الجيدين. وأشار إلى أن المعهد المصرفي قدّم إسهاماً تستحق التقدير في صقل مهارات المهنيين العاملين في مجال الخدمات المالية، كما قدّم للمشاركين في برامجه التدريبية فرصاً، لتكوين شبكة علاقات مهنية واجتماعية قوية، تساعد في تبادل الخبرات فيما بينهم. وأضاف: «نحن في حاجة إلى أن نكون سباقين في تعزيز مؤسساتنا، وتطوير أسواقنا المالية، والبنى التحتية المرتبطة بها، والاستثمار في الإنسان، الذي هو المحور الأساس لبناء القدرة على دعم المؤسسات، إذ إن الموارد البشرية في هذا القطاع هي أهم الأصول التي يجب الاعتناء بها». وأكد الفريح أن المؤسسات الناجحة، هي تلك التي حددت أهدافها الاستراتيجية بعناية ووظّفت الموارد البشرية المؤهلة لتحقيق هذه الأهداف بفعالية، وأوجدت إجراءات داخلية محددة بدقة، لتقييم ثغرات المهارات، واتخذت التدابير اللازمة لسد هذه الفجوات، من خلال قيادة مميزة تسعى إلى تحقيق أهداف المنشأة. واستطرد قائلاً: «وضعت مؤسسة النقد أخيراً استراتيجية تنتقل من خلالها من الأساليب التقليدية في إدارة الأعمال وتبنت نموذجاً مبنياً في جوهره على الكفاءة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. وهناك مبادرات عدة، سيتم تنفيذها في الأجل القصير والمتوسط والطويل وفقاً لهذه الاستراتيجية»، مؤكداً أن «تطوير الموارد البشرية يعد أحد المجالات المحورية، التي سينصب عليها التركيز لكونها جزءاً من هذه الاستراتيجية». من جهته، أكد المدير العام للمعهد المصرفي والمالي الدكتور فهد بن عبدالله الدوسري في كلمته، أن تنظيم هذه الورشة يأتي في ظل المتغيرات المتسارعة في القطاع المالي والمصرفي، وتوجه المؤسسات المالية نحو تغيير استراتيجيات بيئة أعمالها، لتواكب هذه المتغيرات وتتمكن من تحقيق أهدافها. وقال إنه نظراً إلى كون الموارد البشرية تحظى بدور رئيس في ذلك، فالأمر يحتم وجوب العمل المستمر على بناء قدرات العاملين في هذا القطاع من خلال وضع المعايير المهنية وتصميم البرامج التدريبية بناء على هذه المعايير واستحداث شهادات مهنية لوظائفه كافة. وتطرق الدوسري إلى دور المعهد المستمر في مساندة المصارف والمؤسسات المالية، في مجال تطوير مواردها البشرية من خلال تقديم أفضل الحلول المعرفية والتطبيقية المتنوعة، التي تلبي حاجاتهم.