قبل سبع سنوات "دشّن" الاميركي ريتش شميت "التسوّل الالكتروني"، عندما انشأ في كاليفورنيا موقع "ارسلوا لي دولارا" لاقناع زواره بأن يرسلوا له عبر البريد دولارا أو ما يعادله بالعملات الأجنبية من دون أي مقابل. وبعد أكثر من سنة على إطلاق الفكرة جمع هذا الرجل المقيم في كاليفورنيا والبالغ من العمر 40 سنة أكثر من 315 ألف دولار. ومنذ ذلك الحين، اخذت هذه "المهنة" الجديدة التي ازداد عدد المنضمين اليها، ابعاداً اخرى بينها الاحتيال وادعاء الحاجة، واستخدم بعضهم اساليب تتماشى مع التطور التقني، فلجأ الى المشاهير من "المغردين" على موقع "تويتر" او اصحاب الصفحات على "فايسبوك" لطلب المساعدة النقدية أو المساهمة ب "إعادة التغريد" لإيصال صوتهم إلى أكبر عدد من الناس. وغالباً ما تحتوي تغريداتهم على كلمات تشير الى الحالة المادية التي يدعونها مثل "مديون"، "ساعدوني"، "أحتاج مساعدة". ولا يكتفي المتسولون الإلكترونيون بإظهار الحاجة عبر إسم الحساب فحسب، بل يكون للمعلومات الشخصية دورا في توضيح العوز المادي، بذكر مقتطفات عن "رحلة العذاب" التي دفعتهم الى طلب العون، إضافة إلى تفاصيل حساباتهم المصرفية، لتسهيل مهمة الراغبين في مساعدتهم. وروى عدد من المغردين تجاربهم مع المتسولين في مواقع التواصل الاجتماعي، وقال "أبو عبد الله" ان "فتاة طلبت صداقتي على موقع فايسبوك، ثم أرسلت رسالة خاصة، تطلب مني مساعدتها في جمع مهر زواجها، بدعوى أن خطيبها لا يملك وظيفة، وأنهما ينتظران منذ خمس سنوات لإتمام الزواج. وبعد كلام الفتاة قررت مساعدتهما بما تيسر لوجه الله، وبينت لها ذلك، وسألتها عن مكان إقامتها، لاكتشف أنهما من المدينة نفسها التي أسكن فيها، وعندها طلبت مقابلة خطيبها مع صورة عقد الزواج للتأكد من صدقيتها، وتقديم المساعدة لهما، لكنها رفضت، وطلبت تحويل المساعدة عبر البنك، فرفضت، لأفاجأ بأنها الغت صداقتها معي". وذكر سعود محمد أن "هذه الحسابات منتشرة في مواقع التواصل، ولا يمكن الجزم بصدقها أو كذبها"، وشارك فادي الحزين قائلاً: "الغالب عند المستخدمين حسن الظن، مع ملاحظة أن أكثر من يقف خلفها فتيات، يغردن بالبحث عن فاعلي الخير". وقال قطيم غزاي "بتتبعي للبعض في تويتر أجد أن المطالب عادة ما تكون المساعدة لتسديد إيجار منزل، أو تسديد دَين، وبعضهم يشير إلى أن لديه أوراقاً وإثباتات بذلك، والبعض الآخر لا توجد لديه إثباتات". وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية السعودية حذرت في وقت سابق من التبرع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لافتة إلى الآثار السلبية لذلك على دور الجمعيات الخيرية في تنظيم التبرعات والحصول على موافقة الوزارة وإمارات المناطق. ووزعت تعميماً على الجمعيات الخيرية، تدعوها فيه إلى مواجهة هذا النوع من التبرعات، وطالبت من يريد التبرع بالتوجه إلى الجمعيات الخيرية المختلفة المرخص لها في المملكة، والتي يزيد عددها عن 700 جمعية.