سجل الفريق الطبي لمدينة الملك فهد الطبية أرقاماً قياسية عند إجراءه اليوم (الأربعاء)، أول جراحة لمريض السمنة المفرطة خالد شاعري وتم بها استئصال نحو 80 في المئة من معدة المريض في وقت قياسي يقدر ب55 دقيقة فقط، وذلك بخلاف التحضيرات الطبية التي تسبق بدء العملية. ولم يحتاج المريض بعد العملية إلى التنويم في العناية المركزة بل عاد مباشرة بعد الإفاقة من البنج إلى الجناح الذي يرقد فيه من دون أي مضاعفات تذكر. واستقبل الشاب شاعري، الفريق الطبي ووسائل الإعلام بابتسامته المعهودة، وبتفاعل مع توجيهات الفريق الطبي عندما استعرض له المراحل الثمان التي مرت بها الجراحة. ومرت الجراحة بثمان مراحل، بدأت بنقل المريض من غرفته إلى غرفة الجراحات، ثم نقله إلى الطاولة التي ستقام عليها الجراحة، وتحضيره بما يتناسب مع حجمه الاستثنائي، بعد ذلك تم تخدير المريض، ثم تقييم المريض واختيار الإجراء الجراحي المناسب، ثم تنفيذ الجراحة، بعد ذلك أتت مرحلة الإفاقة من التخدير، ثم نقل المريض من طاولة الجراحة إلى سريره مرة أخرى، والمرحلة الثامنة كانت إعادة المريض إلى غرفة النقاهة. وهنأ المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية، الدكتور محمود اليماني، في مؤتمر صحافي عقب انتهاء الجراحة، المقام السامي الكريم بنجاح العملية، رافعا شكره لوزير الصحة والفريق الطبي ولمدينة الملك فهد الطبية، على الجهود التي بذلت في تجهيز ونجاح العملية، متمنياً الشفاء للمريض خالد شاعري. وقال اليماني: «إن مدينة الملك فهد الطبية رفعت باقتراح لإدراج برامج علاج السمنة المفرطة في نظام المدن الطبية، من منطلق اهتمامها وعلاجها لحالات السمنة المفرطة والتي بلغت 500 حالة منذ 10 أعوام وحتى الآن». وأضاف: «وضعت مدينة الملك فهد الطبية كل الإمكانات الفنية والبشرية للتعامل مع حالة المريض شاعري الاستثنائية بعد صدور الأمر من المقام السامي بالتوجيه والعلاج في المدينة الطبية، إذ عمل أكثر من 21 شخصاً ما بين أطباء استشاريين وممرضين وأخصائيين ومتخصصون تغذية للعمل على خدمة المريض شاعري من أجل العناية به»، وأشار إلى أن المدينة أخذت بعين الاعتبار الجوانب النفسية والاجتماعية، إذ منح الفريق المعالج هذه الجوانب اهتماماً ورعاية حتى تتسق مع الخطة العلاجية الطبية والتي أثمرت في تعجيل إجراء الجراحة ونجاحها ولله الحمد، وكان لها جميل الأثر على المريض. من جهته، أكد رئيس الفريق الطبي الدكتور عائض القحطاني، أن صحة المريض خالد شاعري في حالة جيدة، وأن جراحة «التكميم» كانت ناجحة. وقال: «المريض خالد وصل إلى مرحلة متقدمة من التحسن فيما يتعلق بوظائف القلب والرئتين وتورمات القدمين، وكذلك قوة العضلات، إذ أصبح قادراً على تحريك القدمين بقوة جيدة، الأمر الذي دعا إلى تعجيل قرار إجراء الجراحة»، وأضاف: «الجراحة بدأت بشكل سريع، ولم يواجه الفريق الطبي أي عوائق أو مشاكل صحية على المريض»، لافتاً إلى أن نقله مباشرةً عقب العملية إلى غرفته دون الحاجة إلى العناية المركزة، يؤكد تحسن الحالة الصحية بفضل الله. وأشار القحطاني إلى التزام الفريق الطبي المعالج بالخطة العلاجية والتي أعدت للمريض بدءاً من اتخاذ قرار الجراحة، والتي تمت على عدة مراحل بوجود الفريق المؤهل. مبيناً أن شاعري سيفقد حوالى 70 في المئة من وزنه خلال العام الأول. وكشف رئيس الفريق الطبي المعالج لمريض السمنة المفرطة الذي يزن 610 كيلوغرام، أن جراحة شاعري كلفت ما يفوق ثلاث ملايين ريال. موضحاً أن عدد الجراحات التي أجريت في المدينة خلال الفترة الماضية لمرضى من ذوي السمنة المفرطة تفوق أوزانهم 300 كيلوغرام، بلغوا ثمانية مرضى نصفهم نساء والنصف الآخر رجال بما فيهم خالد شاعري. الجدير بالذكر أن مريض السمنة المفرطة خالد شاعري (22 عاماً) كان حمله وولادته طبيعية، لكن في الشهر الخامس بدأت حالات التشنج وفقدان الوعي تتطور مع المريض، وعند بلوغ عامه الثاني بدأ وزنه في النمو السريع حتى قيد طفولته وحركته ونشاطه، وأصبح ملازماً لسريره منذ ثلاثة أعوام تقريباً ولا يستطيع الذهاب حتى إلى دورة المياه، ويعاني من عدم حركة الأطراف السفلى في كلا القدمين.