فكر رئيس نادي الاتحاد محمد فايز بالرحيل جدياً بعد أحداث الجمعية العمومية والديون المعلنة وارتفاع حدة الغضب الجماهيري الذي واجهه حينها بسبب تردي نتائج فريق كرة القدم والضائقة المالية التي تعاني منها خزانة النادي. وتواصل تفكير المهندس المدني بالترجل عن منصبه كرئيس ل«عميد الأندية السعودية» بعد زيارة قام بها للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل الأسبوع الماضي حينما شكل الرئيس العام لجنة لتقصي الحقائق داخل البيت الاتحادي بسبب الديون المالية المتراكمة والتي أثقلت كاهل إدارة النادي، إلا أن الخسارة المؤلمة التي نالها الفريق أخيراً من «المتصدر» النصر بثلاثة أهداف نظيفة، كانت الخسارة «القاصمة للظهر» التي أجبرت محمد فايز على الاستقالة خصوصاً بعدما أحاط به عدد من الجماهير الاتحادية الغاضبة في الملعب، وهتفت ضده بعبارات أزعجت الرئيس وأعادته من مكةالمكرمة إلى جدة غاضباً. وحينما انتاب القلق عائلة فايز بعدما ارتفعت وتيرة الغضب الجماهيري وخشية أن يصاب ابنها بمكروه، قام كبار العائلة أمثال وزير التخطيط السابق والسفير السابق في مصر الدكتور هشام ناظر وشقيقه المهندس زهير فايز وأبناؤه الذين تقدمهم ابنه الأكبر حامد بمطالبة محمد فايز بمغادرة الوسط الرياضي، ما حدا بالرئيس الاتحادي مطلع الأسبوع الجاري إلى طلب إدارته بعقد اجتماع طارئ خارج مقر النادي، غير أن نائبه عادل جمجوم رفض ذلك وشدد على أهمية استمراريته في الرئاسة حتى تكتمل المفاوضات القائمة لجلب شركة راعية للنادي، غير أن فايز لم يكن مقتنعاً برأي نائبه، إذ أصر الرئيس على الرحيل وكتب استقالته على أحد خطابات شركته، وأرسلها إلى الرئيس العام لرعاية الشباب، أكد فيها تبرعه بالمبالغ التي قدمها لخزانة النادي التي تفوق ال7 ملايين ريال لمصلحة الاتحاد. 1- أوحت بدايات رئيس نادي الاتحاد المستقيل المهندس محمد فايز بمواجهته لإشكالات عدة، بخاصة وأنه الاتحادي الذي أتى من خارج أسواره بحكم انعكافه على حياته التجارية مبتعداً عن أحوال «العميد» لأكثر من 20 عاماً، فجل جمهور الاتحاد لا يعرف هذه الشخصية ليخرج عليها بتصريح شهير عرف ب«الشاورما»، إلى درجة أن «الشاورما والاتحاد» بلغت نتائجها في محرك «غوغل» نحو المليون نتيجة، إذ طالب الفايز جماهير ناديه بالدعم المالي ولو ب20 ريالاً بدلاً من شراء «ساندويتش شاورما»، جاء ذلك بعد ترشيحه من أعضاء الشرف لرئاسة هيئة مجلس الشرف، في وقت كان يترقب الاتحاديون من الرئيس الشرفي الجديد تصريحاً يضع الحلول الجذرية لخزانة ناديهم الخاوية، لاسيما وأن منصب رئيس الهيئة الشرفية ظل شاغراً لأعوام بعد استقالتي الأمير خالد بن فهد وطلعت لامي. 2- فجأة ظهر الفايز مرشحاً نفسه لإدارة النادي خلفاً لإدارة محمد بن داخل، بعدما دخلت مجموعة المستقبل (مجموعة شباب من بيوتات اتحادية) في المشهد، وترشيحها في البداية لمستشار الإدارة الحالي لؤي قزاز لمنصب الرئيس خلفاً لابن داخل، ما جعل الفايز يطالب برحيل الإدارة السابقة مع التزامه بسداد الديون المستحقة على تلك الإدارة، والإشارة إلى أن الشرفيين سيدعموه ولن يدعموا إدارة ابن داخل، ما حدا بالاتحاديين إلى تنصيبه رئيساً، وبعدها بأسابيع أظهرت الإدارة الجديدة بياناً كشفت فيه عن أن حجم الديون 52 مليون ريال وليس 17 مليوناً، كما جاء في الجمعية العمومية التي تم تنصيبه فيها، مع تأكيد التزامها بسداد المستحقات كافة، وسجل الفريق في تلك الفترة لاعبيه في فترة الانتقالات الصيفية على رغم قصرها بجدولة مستحقات المطالبين من لاعبين وأندية ووكلاء أعمال. 3- لم تخمد نيران الأزمة المالية مع هذه الإدارة في ظل شُح الموارد المالية وعزوف أعضاء الشرف، وكان التعاقد مع اللاعب البرازيلي ديغو دي سوزا الخطوة الأكثر سلبية التي قررها الرئيس المستقيل، إذ وعده أعضاء شرف (مجموعة المستقبل) بأن يكون اللاعب البرازيلي هدية المجموعة إلى النادي، إلا أن مستحقاته تم تدوينها كديون على إدارة النادي، وفقاً للقوائم المالية التي أعلنتها إدارة الاتحاد قبل ثلاثة أسابيع، وبدأت في تلك الفترة مطالبات اللاعبين بمستحقاتهم المتأخرة وألقت بظلالها على نتائج الفريق حتى وصلت إلى إلغاء عقد المدرب الأسباني راؤول كانيدا، وأبدى اللاعبون حينها تذمرهم من دفع 50 مليون ريال لمحترف أجنبي واحد وتأجيل مستحقات اللاعبين لأكثر من خمسة أشهر، ما جعل الفايز يصرح إلى وسائل الإعلام بقوله: «مستحقات اللاعبين في ذمتي وأنا مسؤول عنها». 4- كان رفض اللاعب البرازيلي سوزا المنتقل من فريق فاسكو دي غاما المشاركة في مباراة إياب دور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا أمام فريق الأهلي على رغم فوز الفريق في الذهاب، القشة التي قصمت ظهر إدارة الفايز، بلوي اللاعب لذراع الإدارة في ظل صمت اللاعبين المحليين وصبرهم على مستحقاتهم ومقدمات عقودهم المتأخرة، مامنع اللاعب من مغادرة السعودية، إذ طالب سوزا بإجازة لحين تسوية مستحقاته المالية المتأخرة لأربعة أشهر، وتقدم دي سوزا بشكوى إلى سفارة البرازيل في الرياض، الأمر الذي أخذ طابعاً آخر لهذه الشكوى ليسافر اللاعب سريعاً إلى بلاده، ويخوض الفريق مباراة الإياب من دون سوزا الذي تقدم بشكوى عاجلة إلى الاتحاد الدولي «فيفا»، ويكسب الأهلي المواجهة الجماهيرية القارية، ليزيد وصول «الجار» الأهلي إلى النهائي الآسيوي من مشكلات «العميد». 5- تخبطت الإدارة برئاسة المهندس محمد فايز في قرارات ظنت لوهلتها الأولى أن ستكون مسكنة لآلام الجماهير الاتحادية الغاضبة، غير أنها زادت الأمور سوءاً وتعقيداً في المشهد الاتحادي، فقد استغنت إدارة النادي عن خدمات خمسة لاعبين من فئة «لاعبي الخبرة»، بحجة منح اللاعبين الواعدين الفرصة وتسريح الكبار، ليتم منح إجازة لقائد الفريق محمد نور والمدافعين حمد المنتشري ورضا تكر وراشد الرهيب وإبراهيم هزازي إضافة إلى حارس المرمى مبروك زايد، واعترض متابعون ونقاد على هذا القرار المفاجئ على صيغته، في كيفية منح لاعبين إجازة وأن يستلموا مستحقاتهم وهم في منازلهم، بينما كان نقد أنصار «العميد» لاذعاً ولم يكن في حسبان أصحاب القرار، عندما احتشدت حول مقر النادي أعداداً كبيرة من الجماهير الغاضبة التي تطالب بعدم تسريح اللاعبين الكبار خصوصاً نجمها الأول محمد نور. 6- حدث ما لم يكن في توقعات أشد المتفائلين، وهو تحقيق الفريق الأصفر لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بلاعبيه الشبان وبمدرب الأولمبي الأسباني بينات، متجاوزاً فرق الفتح والهلال والشباب، بعد مرحلة قاسية على إدارة النادي وفرح معها جمهور الاتحاد، ولم يدم الفرح طويلاً إذ جاءت خسارة الفريق في نهائي كأس السوبر من أمام الفتح، وهي البطولة التي كان يمني الاتحاديون فيها النفس كونها من الأولويات كأول سوبر سعودي، وأرجع حينها مراقبون خسارة السوبر إلى ضعف الإعداد من جهة وسوء التخطيط من جهة أخرى، لا سيما أن الاتحاد خاض النهائي من دون لاعبيه الأجانب لعدم حل المشكلات المالية المتأخرة ما حال دون قيدهم، وزاد البيان الصحافي الذي أصدره النادي «الطين بلة» في شأن ما أسموه بالممارسات التي تُحاك ضد ناديهم من الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه المختلفة.