جرت أمس في باريس جولة اولى من انتخاب مدير عام جديد ل «منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو) في باريس خلفاً للياباني كويتشيرو باتسورا، تصدر فيها مرشح مصر وزير الثقافة فاروق حسني النتائج، لكنه لم ينل الأصوات الكافية للفوز، لذا ستجرى جولة ثانية اليوم، وربما اكثر في وقت لاحق. ونال حسني الذي يتمتع بتأييد دول الجامعة العربية الأعضاء في المجلس التنفيذي، 22 صوتاً من اصل 58 صوتا، وحلت ثانية المرشحة البلغارية سفيرة بلدها لدى اليونيسكو إيرينا بوكوفا التي تحظى باحترام كبير بثمانية اصوات، وتلتها السيدة أيفون عبدالباقي اللبنانية الأصل مرشحة الاكوادور ومجموعة أميركا اللاتينية والتي تدعمها بقوة الإدارة الأميركية بسبعة اصوات، ثم المرشح الروسي وزير الخارجية الروسي السابق الكسندر ياكوفينكو الذي نال سبعة اصوات ايضا. ويفترض ان يحصل المرشح على 30 صوتاً ليفوز، لكن لم يكن متوقعا ان ينال أي من المرشحين مثل هذه النسبة من الجولة الاولى. وكان فاروق حسني تعرّض لحملة لا مثيل لها في الصحف الفرنسية حول ما قاله عن قضية حرق الكتب الإسرائيلية إن وُجدت في مكتبة الإسكندرية، كما تعرّض لحملة تتهمه بعدم القدرة على تولي المنصب بسبب «إدارته السيئة لمتحف القاهرة»، في حين أن ديبلوماسياً فرنسياً قال ل «الحياة» أمس «إن لدى حسني ثقافة واسعة جداً تشرّف العالم العربي، وهو رجل ذو بعد ثقافي كوني». ورأى الديبلوماسي الفرنسي أنه في حال فوز حسني قد تكون إدارته لليونيسكو على طريقة مديرها العام السابق فريديريكو مايور الذي كانت لديه شخصية لامعة من دون إدارة مميزة، ولكن حسني قد يكون أصلب من مايور. أما المرشحة عبدالباقي فكانت بارعة في جلسة الأسئلة التي نظمت قبل يومين في اليونيسكو، وقال ل «الحياة» عدد من المندوبين إنها أظهرت قدرة جيدة في الإجابة على الأسئلة، كما تحلت بهذه الصفة أيضاً المرشحة البلغارية، في حين أن فالدنر حصلت على تأييد بعض الدول الأوروبية وليس جميعها. وقالت ل «الحياة» سفيرة عربية تشارك في التصويت إن المسألة ليست في تقديم المرشحين أنفسهم بل المسألة سياسية، لأن السياسة هي التي ستقرر مَن يكون الفائز. وبدا الموقف الفرنسي مثلاً منقسماً تجاه حسني على رغم العلاقة الجيدة بين الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والمصري حسني مبارك. ومعلومات «الحياة» أن الاتفاق تم بين الرئيسين على تأييد حسني، لكن مصادر فرنسية مختلفة رفضت تأكيد ذلك أو نفيه قائلة إن فرنسا محايدة كونها البلد الذي يستضيف المنظمة، وهذا غير صحيح لأن فرنسا عضو في المجلس التنفيذي وهي تصوّت. ورفضت كاترين كولونا سفيرة فرنسا لدى اليونيسكو والناطقة الرسمية السابقة للإيليزيه في عهد جاك شيراك إبداء أي رأي أو تصريح حول الموضوع، مشيرة الى ضرورة مراجعة دوائر القرار في الرئاسة والخارجية. أما سفير مصر في باريس ناصر كامل الذي لديه أوسع العلاقات في فرنسا وهو ينشط في شكل كبير لإنجاح مرشح دولته فقال ل «الحياة» أمس: «نأمل بأن نخرج بأعلى نسبة أصوات في الجولة الأولى». من ناحية أخرى كانت الإدارة الأميركية ناشطة حتى الأسبوع الماضي ضد المرشح المصري وكان قرار واشنطن منعه من الحصول على المنصب. وحملت صحف القاهرة على موقف واشنطن، حتى أن إحداها وصفت ممثل الولاياتالمتحدة لدى اليونيسكو ديفيد كليان بأنه يهودي، في حين أنه كاثوليكي. وأوضح السفير المصري ل «الحياة» أن لا علاقة بما ينشر بعض الصحف المصرية بفاروق حسني، فهو لا يتحدث بأمور من هذا النوع. وعلمت «الحياة» من مصادر عربية مطلعة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ إدارته ضرورة وقف الحملات على حسني في إطار انتخابات اليونيسكو.