جاكرتا - أ ف ب، رويترز - اكد قائد الشرطة الإندونيسية بامبانغ هندارسو دانوري مقتل الماليزي نور الدين توب، المطلوب الأول في البلاد بتهمة تخطيط سلسلة الهجمات الإرهابية التي شنتها الجماعة الإسلامية فيها منذ العام 2002 وآخرها في 17 تموز (يوليو) الماضي حين استهدف تفجيران انتحاريان فندقي «ماريوت» و«ريتز كارلتون» وسط العاصمة جاكرتا، ما اسفر عن سقوط سبعة قتلى، وذلك في عملية دهم نفذتها الشرطة لمنزل قرب سولو وسط جزيرة جاوة التي تعتبر معقلاً للمتطرفين بعد محاصرته مدة تسع ساعات. وشهدت العملية مقتل ثلاثة معاونين لتوب بينهما ماروتو وباغوس بودي برانوتو، وهما خبيران في صنع قنابل وتجنيد عناصر جديدة، واعتقال ثلاثة بينهم زوجة مالك المنزل. كما ضبطت الشرطة ثمانية أكياس احتوت متفجرات وأسلحة وقنبلة يدوية. وأوضح دانوري، بعد لقائه الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو، ان المحققين تأكدوا من ان بصمات احدى الجثث تعود إلى توب. وعرض في مؤتمر صحافي صوراً تظهر تطابق بصمات توب مع البصمات الموجودة لدى الشرطة، مشيراً الى مصادرة وثائق وأجهزة كمبيوتر شخصية وأسلحة خلال عملية الدهم. وأكد الرئيس يوديونو ان «المعركة لم تنته»، وأمر قائد الشرطة بتوقيف متورطين آخرين بالتفجيرات الإرهابية. وكان مسؤول في اجهزة مكافحة الإرهاب اعلن سابقاً أنه لا يمكن التعرف الى الجثة التي قطع رأسها وتمزقت بسبب انفجار اعقب عملية الدهم، علماً ان وسائل إعلام نقلت عن مصادر في الشرطة ان توب قتل في عملية نفذتها الشرطة وسط جاوة الشهر الماضي، لكن فحوص الطب الشرعي أثبتت عدم صحة النبأ بعد أيام. وأنهت العملية تهديداً أمنياً كبيراً قبل الزيارة المقررة للرئيس الأميركي باراك أوباما لإندونيسيا في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، والتي حتمت تعرض البلاد لضغط شديد من اجل اعتقال توب أو قتله. ووصفت سيدني جونز، خبيرة شؤون المتشددين الإسلاميين لدى مجموعة الأزمات الدولية مقتل توب بأنه «ضربة قوية للمنظمات المتشددة في إندونيسيا والمنطقة، لكنه لا يعني للأسف حل مشكلة الإرهاب، اذ لم يتضح بعد عدد الأشخاص الذين انضموا الى مجموعة توب، ويمكن ان يحل فارين بدلاً منه في قيادة منظمة على غرار تنظيم القاعدة». وطاردت الشرطة الإندونيسية سنوات خبير المتفجرات توب الذي بذل جهوداً كبيرة لتجنيد متشددين وتمويل عمليات الإرهاب ووضع الاستراتيجية للجماعة الإسلامية، وراوغ الاعتقال مرات. واختبأ توب وأعوانه في منازل آمنة وسط جاوة، مستعينين بشبكة من المتعاطفين معهم في المنطقة نقلوا لهم رسائل كوسيلة تواصل مع خلايا تابعة له، بدلاً من اجراء اتصالات باستخدام هواتف محمولة يسهل تعقبها. ويحظى اللجوء الى الإرهاب في اندونيسيا بدعم اقلية صغيرة تتبنى الايديولوجية السلفية وتمولها مجموعات من الشرق الأوسط. ويعاقب مرتكبو الأعمال الإرهابية بالإعدام، وهو ما حصل العام 2008 حين دين ثلاثة اشخاص بتهمة المشاركة في هجمات بالي العام 2002 والتي اسفرت عن مقتل 200 شخص.