تنتشر بسطات الألعاب النارية ومنها القنابل المضيئة والعنقودية وغيرها في منطقة جازان، إذ يكثر باعتها المتجولون في هذه الأيام الأخيرة من رمضان مهيئين للأطفال جمع أكبر قدر من متعتهم المعهودة في هذا الموسم، على رغم ما تبذله فرق الدفاع المدني من جهود في مكافحتها ومنع بيعها. وينقسم أولياء أمورهم بين داعم لهم ومشجع على اختيار الأنواع الأكثر إبهاراً وخطورة، وبين رافضين ومحذّرين لأبنائهم من التعامل مع تلك الألعاب الخطرة التي عانت منها حواس وأعضاء كثير من الأطفال الأبرياء. أحد بائعي الألعاب النارية في محافظة أبي عريش (ن،ع) يذكر أن أكثر ما يدر عليهم الأرباح هم الأطفال، «يطلبونها بكثرة في العشر الأواخر من رمضان، فترتفع أسعارها بحسب الأنواع المطلوبة، خصوصاً الأنواع الجديدة التي يطلقون عليها أوباما وعجرم وابن لادن وعيون هيفاء وسهم ياسر وغيرها من المسميات». ويضيف: «أروجها عن طريق ثمانية عمال يضعون كميات منها في حقائب رياضية يسهل التنقل بها والهرب أثناء مشاهدة الدفاع المدني الذي نعتبره عدونا اللدود». وعن كيفية الحصول على هذه الكميات الكبيرة من الألعاب النارية، أوضح أن هناك سيارات متنوعة محملة ب«الألعاب النارية» تأتي لكبار تجار هذه الألعاب فيعرضونها عليهم بسرية تامة، حتى لا يتم كشفهم من الدفاع المدني أو الجهات المعنية ومصادرتها. وأضاف أن هناك طرقاً أخرى لإيصالها إليهم بمبالغ زهيدة، «لكنها ليست مضمونة.. وهي أن يتفق التاجر مع مهربي المفرقعات من اليمن، إلا أن كميات كبيرة تضبط وتصادر». وطالب بعض المواطنين الذين أقروا بغياب الجهات الرقابية بإيقاع العقوبة على مروّجي المواد الخطرة من مفرقعات والعاب نارية وفق الأنظمة المنصوص عليها. ويذكر المواطن عمر علوان أن كثرة بسطات الألعاب النارية في الأحياء والأسواق النسائية وأماكن وجود الشباب تؤكد ضعف الجولات التفتيشية وغياب الرقابة في الأسواق والأحياء «المطلوب أن تتم الرقابة والمتابعة المستمرة طوال شهر رمضان المبارك وكذلك الأعياد، لأنها موسم ترويج هذه الألعاب». ويشير حامد علي إلى أن اختفاء الرقابة أسهم في دخول العمالة الوافدة ومجهولي الهوية لسوق الألعاب النارية والمتاجرة بها، «إذ نشاهدهم يتجمعون عند مداخل الأسواق الكبيرة ويزاحمون المتسوقين في البيع والشراء». إلى ذلك، أوضح الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني في منطقة جازان الملازم أول يحيى القحطاني، أن هناك برنامجاً خاصاً لتسيير دوريات السلامة في شهر رمضان المبارك في كل إدارات ومراكز الدفاع المدني في المنطقة، لمتابعة الأسواق والمحال التجارية ومصادرة الألعاب النارية، لافتاً إلى تشكيل لجان لمتابعة البسطات وبائعي الألعاب النارية، ومن ثم إتلافها بعد تحرير محضر بالكمية المضبوطة من الجهات المعنية مع أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفي السياق ذاته، أكد قائد حرس الحدود في منطقة جازان اللواء إبراهيم العايدي، أن دوريات حرس الحدود في المنطقة تمكنت من مصادرة 40695 كلغم من الألعاب النارية خلال النصف الأول شهر رمضان المبارك، كما ذكر الناطق الإعلامي لصحة جازان حسين معشي أن طوارئ مستشفى صامطة استقبل خلال الشهر الماضي أكثر من سبع حالات حروق جراء استخدام الألعاب النارية، حولت إحداها لمستشفى الملك فيصل التخصصي لخطورتها.