الله يرحمك يا جدّتي. حفظت من مواعظها، وأنا وإخوتي صغار، قولها: الله ما عندو حجارة. هي شرحت لنا ان ربنا لا يعاقب على الخطأ برشق المخطئ بحجر، وإنما له وسائل اخرى. احدى الوسائل ان مجرم الحرب آرييل شارون أُصيب بجلطة قبل ثماني سنوات، وهو يموت كل يوم عقاباً له على جرائمه من قتل وتدمير الى اغتيال ياسر عرفات. منذ اسابيع وعبارة جدّتي تعود إلي وأنا اقرأ تفاصيل حرب اهلية داخل بيت ديك تشيني، نائب الرئيس مع الاحمق جورج بوش الابن، او الرئيس الفعلي لإدارة مجرمة قتلت مليون عربي ومسلم على اساس معلومات زوّرت عمداً. ربنا عاقب تلك الادارة والاميركيين الذين انتخبوا بوش رئيساً بأزمة مالية كبرى انفجرت عام 2008 ولا تزال مستمرة حتى اليوم. وربنا عاقب تشيني شخصياً بالمرض، وبحرب بين ابنتيه ليز، وهي متطرفة مثل ابيها، وماري وهذه سحاقية «تزوجت» امرأة اخرى اسمها هيذر بو. اقول للقارئ العربي انني لا اكشف سراً، فالتفاصيل يعرفها كل اميركي عبر وسائل الإعلام كافة بعد ان دخلت الأختان مرحلة «شد شعر»، فالكبرى ليز تحاول انتزاع الترشيح لمجلس الشيوخ عن ولاية وايومنغ من العضو الجمهوري مايك اينزي، لذلك وجدت مناسباً ان تعلن في حديث مع تلفزيون فوكس انها ضد زواج المثليين. ماري ردت على اختها بالقول ان الموضوع ليس مجرد اختلاف في الرأي بين الاختين، وأصرت على ان ليز مخطئة بحقها، وعلى الجانب الخاطئ من التاريخ. «الزوجة» هيذر بو اوضحت ان «ليز كانت ضيفة في بيتنا بعد ان تزوجت انا وماري عام 2012، وشاركتنا في اجازات مع اولادنا...». بكلام آخر، هيذر بو تقول ان كلام ليز كذب ونفاق سببه انها رشحت نفسها لانتخابات مجلس الشيوخ. بالنسبة الى امراض تشيني، فهو أصيب بخمس نوبات قلبية (جلطة) وأجريت له عملية زرع قلب اخيراً خرج منها ليؤلف كتاباً عن امراضه مع الطبيب المداوي. ثمة دراسات كثيرة تقول ان مرض القلب يؤدي الى الانهيار العصبي وفقدان الذاكرة واتخاذ قرارات خاطئة بسبب قلة الدم الذي يضخه القلب الى الدماغ. ربما كان تشيني بقلبين، الا انه يبقى من دون قلب او احساس او ضمير، فهو قاد المحافظين الجدد في حروبهم ضد العرب والمسلمين التي قتلت ما يزيد على مليون انسان بريء، وهو لا يزال حتى اليوم يبرر تعذيب السجناء، ويهاجم ادارة اوباما لأنها لا تفعل. احاول ان اكتب بموضوعية وبأدب، فلا أُدين مثليي الجنس، الذين كنا نسمّيهم شاذين، وأقول بحكم إقامتي اربعة عقود في بريطانيا ان من حق كل انسان ان يمارس حريته الشخصية. ما اعترض عليه هو ان يحاول مثليو الجنس فرض قناعاتهم على بقية الناس. القوات المسلحة الاميركية كان لها موقف منهم وجدته منصفاً هو: لا تسأل. لا تخبّر، بمعنى ألا تسأل آخر عن ميوله الجنسية، وألا يخبر المثليو الجنس عن موقفهم او يعلنوه. اليوم تغيرت القوانين وأصبحت القوات المسلحة تقبل جنوداً وجنديات يجاهرون بميولهم الجنسية، والى درجة منحهم الفوائد الممنوحة للجنود المتزوجين. مرة اخرى، لا ابشر ولا اؤيد ولا اعارض، وانما اقول ان من الافضل ان يحتفظ مثليو الجنس بميولهم لأنفسهم بدل ان يحاولوا اشهارها. وما كنت كتبت عنهم اليوم لولا انني وجدت في عقاب ديك تشيني شخصياً بالمرض وبخلاف ابنتيه، تصديقاً لقول جدتي ان ربنا لا يعاقب الناس بالحجارة، وانما بما، وكما، يستحقون. [email protected]