حافظ النصر وبجدارة على صدارته لدوري عبداللطيف جميل، بعد أن هزم مضيفه الاتحاد بثلاثة أهداف من دون رد، ليتقدم بفارق خمس نقاط على ملاحقه الهلال الذي يحتاج إلى الفوز على الشعلة لتقليص الفارق إلى نقطتين، وفي المقابل تقدم نجران إلى المركز الرابع بعد أن تفوق على ضيفه الفيصلي بهدف من دون رد، فيما عجز العروبة عن تحقيق الفوز على أرضه بعد أن أحرجه متذيل الترتيب النهضة بتسجيل هدف السبق قبل أن يدرك التعادل. بحث الفريق النصراوي منذ الدقائق الأولى عن إحراز هدف باكر يريح الأذهان ويبعثر أوراق منافسهم، وتمكن النصر من فرض سيطرته الميدانية من خلال الاستحواذ والمبادرة، وخصوصاً أنه امتاز بالتنظيم السليم في منتصف الملعب والسرعة في الأداء معتمداً في ذلك على اللاعبين يحيى الشهري ومحمد نور وشايع شراحيلي، وشكلت التحركات الصفراء خطورة بالغة على المرمى الاتحادي من طريق خطي الظهر حسين عبدالغني وخالد الغامدي. وسهلت الطريقة الفنية التي انتهجها الفريق الاتحادي من مهمة الضيوف، إذ اعتمد بينات على التركيز على إغلاق المنافذ المؤدية إلى مرماه بتكتل دفاعي مبالغ به بدا جلياً من خلال حضور 10 لاعبين من فريقه داخل الصندوق في حال الهجمة النصراوية، مع محاولة استغلال الارتداد السريع على أمل باقتناص هدف بالاستفادة من سرعة فهد المولد ومختار فلاتة. وظهر الاتحاد في ظل خطته الدفاعية في حال فنية متواضعة، وبدا مستسلماً في كثيرٍ من مجريات الشوط للإيقاع النصراوي وسط غياب واضح لدور لاعبيه الهجومي. ولم تمنع التكتلات الدفاعية الاتحادية من مواصلة التهديدات الصفراء على مرمى فريقهم، إذ توالت فرص النصر الواحدة تلو الأخرى، وجاءت البداية من طريق شايع شراحيلي وأتبعها حسن الراهب بتسديدة نجح فواز القرني في التصدي لها (6). وسدد اللاعب الاتحادي محمد العمري كرة ثابتة من منطقة مناسبة، غير أن تصويبته ذهبت بعيداً، وكاد اللاعب حسن الراهب يسجل للنصر من رأسية تمكن الحارس الاتحادي من صدها (11). وسدد اللاعب يحيى الشهري كرة ثابتة من خارج منطقة ال18 مرت بجانب القائم الأيمن لمرمى الفريق المستضيف (14)، ونفذ بعدها قائد النصر حسين عبدالغني كرة ثابتة لم يحسن التعامل معها حارس الاتحاد فكادت تكلف فريقه هدفاً، لتخرج ركلة زاوية أرسل معها محمد نور كرة عالية كاد أن يسجل منها مدافع النصر عمر هوساوي هدفاً لفريقه (16). حاول الاتحاديون أن يبادلوا خصمهم ذلك الهجوم، غير أن الدفاعات النصراوية المنظمة أبطلت هجماتهم في مهدها، وتصدى حارس النصر عبدالله العنزي لتصويبة اللاعب الاتحادي لينادرو (30). وفعّل النصر هجماته بحثاً عن التسجيل، وسنحت له فرص عدة في وقت أجاد فيه المدرب كارينيو التحصين الدفاعي لفريقه بإبقاء محمد حسين وعمر هوساوي وحسين عبدالغني ومساندة من إبراهيم غالب، في منتصف ملعبه ليمنع أية محاولة اتحادية مرتدة. واستطاع النصراويون بتحركات لاعبيهم وجهدهم الناتج من حماسة وفكر عال في أرضية الملعب تفعيل دورهم الهجومي وترجمة تفوقهم الميداني، واقتنص المهاجم محمد السهلاوي رأسية رائعة أسكنها شباك الاتحاد معلنة الهدف الأول، إثر كرة أرسلها اللاعب خالد الغامدي من الجهة اليمنى (44). وفي الشوط الثاني، بحث النصر عن تعزيز تقدمه، وتمكن من إضافة الهدف الثاني من طريق لاعبه يحيى الشهري من جهد مهاري وقفت الدفاعات الاتحادية عاجزة أمامه (47). وبالحماسة وحدها بذل لاعبو الاتحاد شيئاً من العطاء بحلول فردية، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل واستطاع النصراويون أن يمنعوا كل محاولة اتحادية قبل أن تصل إلى حارس مرماهم. وكاد لاعب الوسط يحيى الشهري أن يضيف الهدف الثاني للنصر، غير أن تسديدته ارتطمت بالمدافع حمد المنتشري (58). وزج مدرب الاتحاد باللاعب اللبناني محمد حيدر بدلاً من البرازيلي جوبسون، إلا أن الأفضلية استمرت للنصر، ورمى الإسباني بينات بالمهاجم عبدالرحمن الغامدي عوضاً عن البرازيلي لينادرو، ولم يتراجع لاعبو النصر بل واصلوا السيطرة والتحكم وبحثوا عن مزيد من الأهداف منوعين من هجماتهم ودقة التمرير. ونجح اللاعب محمد السهلاوي في تسجيل الهدف الثالث للنصر، وسط تهاوي دفاعات وحارس الاتحاد، بعدما أرسل حسين عبدالغني كرة عالية من الجهة اليسرى (71)، وقصم الهدف الثالث ظهر الاتحاديين، واشتعلت معها المدرجات الاتحادية التي طالبت برحيل إدارة النادي الحالية أمام مسمع ومرأى اللاعبين. واضطر مدرب النصر إلى إخراج المدافع البحريني محمد حسين لإصابتة وإشراك جمعان الدوسري، كما أخرج محمد نور وزج باللاعب عوض خميس. مشاهدات جماهير غفيرة زحفت إلى ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع عند الساعة الثانية ظهراً وتجمعت أمام منافذ البيع لشراء التذاكر، وشهد اللقاء حضوراً مميزاً ساند الفريقين بفاعلية. طبيب نادي الاتحاد عالج حالة تعرضت للإعياء من بين الجماهير، في وقت غابت فيه فرق هيئة الهلال الأحمر السعودي، ولم تحضر إلا قبل اللقاء بنصف ساعة، ما أثار الاستغراب وخصوصاً في ظل جماهيرية المباراة. زيّن منظمو ورعاة استحقاق الدوري أرضية الملعب بشعاري الفريقين، وتزينت المدرجات بأعلام الناديين إذ إن كلاً منهما كان له طريقته الخاصة في الحضور، فجمهور الاتحاد علت أصوات رابطة جمهورهم، وكست إضاءة الهواتف المحمولة المدرج النصراوي. لاعب النصر محمد نور قوبل بعاصفة من التصفيق وحرارة الاستقبال من جمهور نادي الاتحاد، إذ حرص اللاعب فور نزوله إلى أرضية الميدان على التوجه إلى جمهور ناديه السابق لتحيته في موقف مهاب. أثار قرار حكم اللقاء خليل جلال باستمرار اللعب، بعد احتكاك حمد المنتشري وشايع شراحيلي، حفيظة مدرب النصر كارينيو ورئيس النادي الأمير فيصل بن تركي.. الكاميرا التلفزيونية أظهرت المنتشري يتحدث مع أحد لاعبي النصر ويقول: «ما فيها شيء». تسبب تجمع عدد من الإثيوبيين في طريق مكة - جدة السريع في إثارة الذعر بين جماهير الناديين القادمين من جدة، وأدى قطع الطريق دقائق إلى اتجاه بعضهم ليسلك الطريق القديم. هتفت جماهير الاتحاد بعد الهدف الثالث ضد رئيس النادي محمد الفايز مطالبة إياه بالرحيل. ارتدى لاعب الاتحاد محمد نور بعد المباراة قميصاً كُتب عليه «هزازي»، في إشارة إلى مؤازرته لمهاجم فريق الشباب نايف هزازي الذي أصيب بالرباط الصليبي.