بات العالم يعرف كيف تتعامل دول الغرب الرأسمالي مع قضايا الدول، خصوصاً دول المنطقة العربية والشرق الاوسط عموماً. فلا شك في ان هذه الدول تتعامل مع قضايا المنطقة بمكيالين وفق مصالحها، دونما اي اعتبار للاتفاقات التي ترعى حقوق الانسان. لوحت الولاياتالمتحدة أكثر من مرة بأنها عازمة على ضرب المنشآت النووية الايرانية، الا ان تلك المناورات كانت لتبريد حماسة حليفتها اسرائيل. وقد هللت الادارة الأميركية لكلمات (للرئيس الإيراني) حسن روحاني المخادعة التي أبدى فيها بعض المرونة واستعداده للبدء بمفاوضات مع دول «5+1»، واجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف وامتدح مرونة طهران الجديدة. الولاياتالمتحدة هي التي جردت «الاشرفيين «من سلاحهم عقب احتلالها العراق عام 2003 وهي التي تولت حمايتهم حتى سلّمت الملف الامني للقوات العراقية، وهي تعرف مدى ارتباط النظام العراقي الجديد بالنظام الايراني. وهي التي تباطأت في شطب منظمة «مجاهدين خلق» من قائمة الارهاب كل هذا الزمن. ولو كانت الولاياتالمتحدة تعير بالاً لمأساة «الاشرفيين»، لما كانت سمحت لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بأن يتمادى في تحدي الرأي العام العالمي بهذا الشكل المستهتر. ولو انها جادة في ايجاد حل لمأساتهم لتعاونت مع الدول الغربية لاستيعاب ثلاثة آلاف «أشرفي»، وهو عدد ليس كبيراً قياساً بقدرة هذه الدول على الاستيعاب، مثل كندا وأستراليا وأميركا نفسها، ومن أجل اطلاق سراح المختطفين السبعة منذ الاول من ايلول (سبتمبر) الماضي، وبينهم ست نساء يخضعن الى التعذيب اليومي من اجل اخذ اعترافات، لكن يبدو ان كل وسائل التحقيق لم تفتّ من عضد هؤلاء المناضلين والمناضلات، لا سيما ان رفاقهم في سجن» ليبرتي» تضامنوا معهم ودخل إضرابهم عن الطعام شهره الثالث، وقد تدهورت صحة بعضهم ووصلت حال آخرين حتى الموت.