بعد أربعة أيام من اللقاءات والجلسات في مسقط خرج المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بثلاثة بيانات أكدت أهمية التواصل الفكري بين أدباء العالم العربي، كاشفةً عن التحديات التي تواجه المثقف العربي، خصوصاً في هذه المرحلة. وأشار البيان الختامي إلى ضرورة «التواصل بين المثقفين العرب» ومناقشة القضايا التي تهم واقعهم الأدبي الفكري والإنساني. واستعرض المجتمعون التطورات والأحداث التي تعصف بالعالم العربي، وعلى الصعد كافة، وما يحمل ذلك من أخطار على الوحدة الوطنية»، معتبرين أنّ ذلك «يؤسس للفتن المتسترة بالطائفية أو المذهبية أو العرقية»، وأيضاً على الحركة الثقافية والأدبية والسياسية». وتمّ التداول في الواقع السياسي وتطلعات الجميع إلى الإصلاح، والحريات العامة، والحياة الديموقراطية السليمة. وتضمّن البيان إشارات عدّة، منها: «أن قضية فلسطين شكلت - ولا تزال - القضية المحورية للأمة العربية، والمعلوم أنّ كل جهد خارج المطالبة بوقف الأعمال التهويدية للقدس والمقدسات والتراث، لا قيمة له، وفي هذا السياق يلفت المجتمعون إلى أن بعض المتذرعين بالحراك العربي يسعون إلى التعمية والتضليل في القضية الفلسطينية بإشغالهم الرأي العام العربي في قضايا هامشية أو فرعية تشوش المواقف حيال قضية فلسطين». وتطرق البيان الختامي إلى «بروز ظاهرة الفكر التكفيري المتطرف، وما ينتج عنه من حركات الإرهاب والتخريب، وأعمال التقسيم والتفتيت، وهذا أمر يظهر في بلدان عربية عدة، منها: مصر وسورية وليبيا والعراق وتونس والسودان. ولعل خطر المتطرفين أصبح أكيداً على الوحدة الوطنية، وتهديداً للنسيج الاجتماعي بالانقسام والتفتيت، ومعولاً لضرب الهوية الوطنية والقومية العربية، يضاف إلى ذلك تخريب المؤسسات وإنهاك الدولة، وإضعاف بنية المجتمع المدني». أكد المجتمعون أيضاً ضرورة التزام خيار الدولة المدنية القائمة على أسس الديموقراطية، والمواطنة، في ظل العدالة والمساواة، والتسامح بين مكونات المجتمع ومفرداته، بما يضمن الالتزام بشرعة حقوق الإنسان، وهذا يقتضي مواجهة كل أطروحة تريد إقامة كيانات طائفية عنصرية، أو مذهبية متطرفة، أو عرقية. وأصدر المؤتمرون بياناً في عنوان «بيان الحريات» يُشير بوضوح وب «كثير من القلق» إلى الانتهاكات والتضييق على حريات الفكر والإبداع والتعبير في بعض الدول العربية، «على أن رأي الكاتب وإبداع الأديب والمفكر لا ينبغي أن يكونا سبباً للمساس بحرية التعبير». وتبدو الإشارة واضحة إلى دور رئيس الاتحاد العرب (والمصريين) محمد سلماوي الذي يتولى حالياً مسؤولية المتحدث الرسمي باسم مجموعة الخمسين الموكل إليها صوغ الدستور المصري الجديد. هذا إضافة إلى «البيان الثقافي» الذي سجل مجموعة من الملاحظات «على الساحة الثقافية العربية» لم تخرج في مفرداتها عن البيانين الآخرين، وعرجت على كلمات الحرية والديموقراطية والفكر التكفيري.