انعكس تردي الوضع الأمني وفقدان الدولة هيبتها في ليبيا، أزمة مالية دفعت رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إلى إعلان أن حكومته قد تضطر الى الاقتراض لتسديد رواتب الموظفين، نتيجة توقف صادرات النفط، في ظل حصار مستمر منذ أسابيع لمرافئ التصدير من قبل محتجين شرق البلاد. وقال زيدان امس: «نعاني أزمة مالية وقد نضطر إلى الاقتراض، بسبب إيقاف النفط الذي حال بيننا وبين صرف ميزانية العام الحالي المعتمدة بقيمة 68 مليار دينار». وأضاف: «إذا استمر تعطيل تصدير النفط قد نعجز عن الوفاء ببعض الاستحقاقات»، مثل دفع الرواتب وتسديد فواتير علاج وشراء أغذية. وتعتمد نسبة كبيرة من المواطنين على رواتب الدولة لتأمين عيشها. ولفت زيدان إلى أن «الحكومة صبرت ولم يعد هناك مجال للانتظار»، محملاً مسؤولية ما يحدث الى «الذين يوقفون تصدير النفط». كذلك جدد زيدان دعوته المجموعات المسلحة الى الخروج من المدن وتسليم سلاحها إلى الدولة، فيما صعّدت جماعة «أنصار الشريعة» المتشددة هجماتها ضد أفراد الجيش شرق البلاد، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى في صفوفهم خلال الساعات ال48 الماضية. كما أُصيب عسكري آخر بجروح خطرة في الهجمات التي استهدفت العسكريين في درنة وبنغازي. وأفاد مصدر طبي في مستشفى «الجلاء» في بنغازي، أنه استقبل أمس جثامين ثلاثة عسكريين قُتلوا بالرصاص وهم عادل الشيخي الذي اعتُدي عليه أمام بيته خلال توجهه للعمل، إضافة إلى عنصرين في القوات الخاصة والصاعقة في الجيش، هما سالم الحواز ومحمد الحداد، اللذين اغتيلا في طريق شرق بنغازي. كما استقبل المستشفى العسكري مرعي الفسي مصاباً بطلق ناري في ظهره. واعلن مصدر أمني أن «مجهولين يستقلون سيارة مدنية أطلقوا وابلاً من الرصاص على دورية للقوات الخاصة متمركزة أمام مستشفى الجلاء». وأضاف أن «الدورية ردت على مصدر النار، مستخدمة أسلحة خفيفة ومتوسطة من دون أن يُصاب أحد بأذى ما أجبر المهاجمين على الفرار». وسبق ذلك العثور في مدينة درنة (معقل المتشددين) ليل الثلثاء - الأربعاء، على جثتين لعسكريين تابعين للقوات الخاصة والصاعقة، اغتيلا بالرصاص خلال عودتهما إلى منزليهما في طبرق (أقصى الشرق). وأغلقت الجامعات والمدارس والمصارف والإدارات في بنغازي أمس، في اليوم الثاني من عصيان مدني دعا إليه مجلس المدينة المحلي للمطالبة بانسحاب المجموعات المسلحة من المدينة. وأعلن آمر القوات الخاصة في «الصاعقة» العقيد ونيس بوخماده وضع خطة مُحكمة لتأمين بنغازي، مطالباً بمزيد من الإمكانات اللوجستية لتمكين قواته ووحدات الجيش الليبي من القيام بمهماتها في تأمين المدينة والحفاظ على الأمن والاستقرار فيها.