أعترف أني أسأت التقدير في مقالتي السابقة «دربي بلا نجوم»، وعندما قلت إن «الدربي» بين النصر والهلال مجرد مباراة عادية، ولكن ما حدث أن الظروف غير العادية لم تثقل حركة النصر ولو ذرة، فهذا الأخير لم يكن عادياً أبداً في اللقاء وتجاوز ذاته وهو يخوض المباراة بلا محترفيه الأجانب، واعتمد كلياً على نجومه المحليين. سيعزي البعض أنفسهم بترديد عبارات مثل «خسارتنا صدقة»، أو أن الهلال أتاح الفوز للنصر ليمنح البقية الأمل في المنافسة، لينتصر في نهاية الطريق الهلال كما يحدث في القصص «الدراماتيكية»، ولو كان هذا الرأي محل صواب لما كان «الزعيم» وصيفاً العام الماضي للفتح القادم من دوري الدرجة الأولى قبل أعوام عدة. النصر كان يلعب بقتالية وبروح نبعت من منطلق البحث عن الصدارة وليس بحثاً عن الفوز على الهلال، فالأخير لم يستغل عبر «الكوتش» سامي الجابر نقاط الضعف في فريق النصر الذي قرر في آخر لحظة أن يلعب من دون الأجانب، وكان الفريق على مستوى المسؤولية متمثلاً بمقولة الشهيرة الرمز الراحل عبدالرحمن بن سعود: «النصر بمن حضر»، وأعترف أيضاً أنني كنت أميل للهلال قبل المباراة، لكنني سرعان ما شجعت النصر الذي يقال إنه فاز لأن الهلال أراد ذلك، ولو صدقنا هذا الرأي العجيب وجب علينا تصديق الحارس الهلالي المعتزل صالح السلومي الذي قال في لقاء تلفزيوني: «إن ماجد عبدالله لاعب ذكي كان مضبطاً لأموره مع الهلال»، بما معناه أن ماجد الذي سجل نصف أهدافه في مرمى السلومي «بالكبري» كان يسلم على لاعبي الهلال ويصاحبهم كما قال السلومي لأجل أن يفرشوا له الطريق وروداً حتى يسجل «الكباري»، لو كان هذا منطق فالهلال نادٍ طيب حد البلاهة، وهذا الرأي يتطابق مع النظرية الجديدة، بقي أن أقول إن الهلال فريق كبير لن يحقق الدوري بقيادة «الكوتش» سامي، لسبب بسيط أن قدراته التدريبية متواضعة لم ترقَ لحل خط الدفاع والحراسة لديه، ويبدو أنه مشغول نوعاً ما بالكاريزما في مظهره الخارجي بين التأنق «بالبدلة» أو التواضع «بالترنق»، وما بين «البدلة» و«الترنق» أوعز لفريقه أن يفوِّز النصر كي يشتعل دوري جميل «هيا خذلك»! [email protected]