فاز الزعيم اليميني كلاوس يوهانيس المتحدر من الأقلية الألمانية بالانتخابات الرئاسية التي أجرت في رومانيا أول من أمس، على حساب رئيس الوزراء الاجتماعي الديموقراطي فيكتور بونتا. وحصل على نسبة 54 في المئة من الأصوات بعدما وعد بمكافحة ثقافة الفساد المستشرية في إحدى الدول الأكثر فقراً في أوروبا، وتحويلها إلى بلد «طبيعي». وكتب يوهانيس (55 سنة) أستاذ الفيزياء السابق المعروف بتجنبه الخلافات والذي يرأس بلدية مدينة سيبيو في ولاية ترانسلفانيا، على «فايسبوك»: «لقد انتصرنا»، فيما أقرّ بونتا (42 سنة) بهزيمته، وهنأ خصمه قائلاً: «الشعب دائماً على حق». وكانت استطلاعات الخروج من مراكز الاقتراع أظهرت تقارب نتائج المرشحين، ولكنها لم تأخذ في الاعتبار أصوات الأعداد الكبيرة من الرومانيين في الخارج، والذين كشفت تصويت 46 في المئة منهم لمصلحة يوهانيس، في مقابل 16 في المئة لبونتا. وسجلت نسبة الإقبال رقماً قياسياً بلغ 64 في المئة، في حين اتسمت الانتخابات السابقة بانخفاض عدد الناخبين. وكان بونتا يأمل في أن يصبح أصغر رئيس لرومانيا، بعدما نال نسبة 40 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت في الثاني من الشهر الجاري، في مقابل 30 في المئة ليوهانيس. وبدا بونتا واثقاً جداً من فوزه لدرجة أنه قال إنه سيشاهد النتائج في منزله، بينما يأكل الفشار أمام التلفزيون. ورأى مراقبون أن يوهانيس اكتسب تأييد الناخبين بسبب نزاهته في بلد يعاني من الفساد الحكومي، كما أن شخصيات بارزة في الحزب الاجتماعي الديموقراطي (الشيوعي سابقاً) الذي يتزعمه بونتا متهمون بالاحتيال. وأصدرت حكومة بونتا سلسلة قوانين تمنح حصانة للمسؤولين المنتخبين في يوم سمي ب «الثلثاء الأسود» في كانون الأول (ديسمبر) 2013. وأوقف هذه القوانين في النهاية، لكن منتقدي بونتا قالوا إنها «كانت بمثابة جرس إنذار للرومانيين». وقالت المعلمة روديكا أفرام (56 سنة) بعد الإدلاء بصوتها في بوخارست: «صوّت للتغيير. طوال السنوات ال25 الماضية لم نسمع إلا أكاذيب ووعود جوفاء. آمل بأن يكون لدينا في النهاية رئيس يحترم الناس، وينفذ وعوده». ويستمد بونتا دعمه من الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية ذات النفوذ الهائل، ومن القاعدة التقليدية للحزب في المناطق الريفية وموظفي الشركات الصغيرة وكبار السن.