أكد مرجع أمني لبناني بارز ان التحقيقات في التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في لبنان لا تزال في بدايتها وأن المحققين الأمنيين لا يركنون، ويواصلون مهمتهم للكشف عن المخططين، الى الاستنتاجات أو الأقاويل، وأن تركيزهم بعد تبيان هوية المنفذين يدور حول مجموعة من النقاط التي يفترض أن تشكل خريطة طريق للكشف عن الذين سهلوا لهما الحصول على السيارات والمتفجرات. وقال المرجع الأمني ل «الحياة» إن الجهة المخططة استغلت المنفذين اللذين هما من أتباع إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير المتواري عن الأنظار والمطلوب للقضاء اللبناني على خلفية تزعمه مجموعة مسلحة اعتدت على الجيش اللبناني في عبرا. ولفت الى ان هناك مجموعة من النقاط لا بد من متابعتها والتدقيق فيها كأساس للإمساك ببعض الخيوط التي يمكن ان تقود الى معرفة الجهة المنفذة، وقال إن من أبرزها: - ان التفجيرين حصلا بعد 55 دقيقة من مغادرة الانتحاريين معين عدنان أبو ظهر وعدنان موسى المحمد مقر إقامتهما في فندق «شيراتون فور سيزون» الواقع عند تقاطع تلة الخياط - الأونيسكو والذي يبعد أقل من 3 كيلومترات عن مبنى السفارة الإيرانية في بئر حسن. - إن الانتحاريين - كما تردد - استقلا سيارة أجرة، لكن لا بد من معرفة المكان الذي توجها اليه قبل صعودهما في السيارة المفخخة. - من أمّن لهما السيارة المفخخة ومن أين تسلّماها. وكيف تمت عملية تفخيخها؟ - ان الانتحاريين توليا تفجير نفسيهما، لكن من تولى استطلاع المكان الذي توجد فيه السفارة الإيرانية والتدقيق في الشوارع والأحياء المحيطة بها في محلة بئر حسن في الضاحية الجنوبية لبيروت وصولاً الى رسم خريطة الطريق التي توصلهما اليها؟ - هل استعان الانتحاريان بأجهزة اتصال غير تقليدية للتواصل مع الجهة المخططة التي أمّنت لهما «التسهيلات» اللوجستية، خصوصاً ان حركة الاتصالات التي ضبطت بعد تحديد هوية الانتحاريين خالية من وجود أي إشارة الى تواصلهما مع أي جهة؟ - يفترض في مثل هذين التفجيرين الانتحاريين ان تكون الجهة المخططة اتخذت تدابير احتياطية في حال وقعا في الأسر أو واجها ثغرات يمكن ان تعوق «المهمة» التي كلفا بها. - من أمّن لهما بطاقتي الهوية المزورتين، خصوصاً أن تزويرهما دل على التقنية العالية التي اتبعتها الجهة والتي يصعب على من يدقق فيهما ان يكتشف تزويرهما بسرعة؟ وكان السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي جدد شكره «الأجهزة الأمنية على الجهود التي تبذلها للوصول إلى رأس الخيط في التفجيرين الانتحاريين». وقال بعد لقائه وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل: «تحدثنا في التفاصيل، والتنسيق والتعاون مستمر بين الجانبين الإيراني واللبناني». أما شربل فأكد «أن الأجهزة الأمنية في تصرف السفارة الإيرانية والسفير»، معتبراً أن «الشهداء كانوا من مختلف الطوائف والجنسيات». وشدد على أن «التحقيقات تتقدم بشكل إيجابي، والأجهزة الأمنية ناشطة، ونضع السفير الإيراني في أجواء كل جديد»، مؤكداً «التنسيق بين الأجهزة الأمنية». ورأى ان «من غير المقبول القول إن هناك بيئة حاضنة للانتحاريين، فما حصل لا يحتاج إلى بيئة. هناك حوادث وحروب حولنا، وهناك من يغرر بالأشخاص لتنفيذ العمليات. وسمعت أهل الانتحاريين الذين رفضوا هذا العمل». موقوف يتواصل مع «النصرة» وفي السياق، استجوب قاضي التحقيق العسكري عماد الزين أمس، المدعى عليه الموقوف ج.ز. وهو من مدينة بعلبك، بجرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح بقصد القيام بأعمال إرهابية والتواصل مع قائد «جبهة النصرة» في سورية. وأصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه على أن يتابع استجوابه اليوم.