على رغم اجتياح فايروس كورونا القاهر الجمال في السعودية، بعد إعلان وزارة الصحة اكتشاف حالة إصابة جمل في مدينة جدة (غرب البلاد)، يقف رعاة للإبل في حظائر بدائية في طريق مكة - جدة القديم بمحافظة بحرة (تبعد 50 كيلو متراً شمال العاصمة المقدسة) دون إبدائهم مخاوف من انتقال المرض الوبائي المخيف إليهم جراء احتكاكهم اليومي بالحيوان الصحراوي المشتبه بنقل «كورونا» إلى مخالطيه من البشر، بيد أن وزارة الزراعة تؤكد ل «الحياة» تنسيقها المستمر مع وزارة الصحة لمهام الفحص إن تطلب الأمر ذلك. ويؤكد وكيل وزارة الزراعة للأبحاث والتنمية الزراعية والمتحدث الرسمي لها المهندس جابر الشهري في تصريح إلى «الحياة» تبعية وزارته ل «الصحة» من حيث أوامر الفحص وعزل الحالات حيال إصابة الجمل بفايروس كورونا، وأن الأخيرة تتولى كل نقاط المبادرة في شأن فحص الإبل والحالات التي تظهر حولها دلائل الإصابة بالفايروس الجديد. ورفض الشهري الإفصاح عن مستجدات إصابة جمل في جدة بفايروس كورونا، معللاً الرفض: «نحن متفقون مع وزارة الصحة بأنها المسؤولة عن التصريح إلى الصحافة والإعلام، ونحن تاركون الأمر برمته لوزارة الصحة لأنها هي الجهة المنسقة والمنظمة، ونحن فقط متعاونون، لأن الأمر يتعلق بحياة البشر، ووزارة الصحة هي المعنية بذلك». وتابع وكيل وزارة الزراعة للأبحاث والتنمية الزراعية «بيننا تنسيق محكم حتى لا تتضارب عملية معالجة الموقف، ولا وجود لحملات عشوائية للفحص من وزارة الزراعة، وأي عمل بهذا الخصوص تتولاه وزارة الصحة، ونحن نعاونها». ويظهر الراعي محمد بن عبدالمولى القادم من شمال العاصمة السودانية الخرطوم، جهله التام بعلاقة «كورونا» بالإبل، معتبرها «مبالغات» إعلامية، ودعايات تسوقها شركات إنتاج ألبان البقر الكبرى في البلاد، ويرى أن ضحايا الفايروس يعانون من أمراض جرثومية لا علاقة لها بالإبل، «لأن في الإبل شفاء للناس» -على حد قوله-. ويستدل عبدالمولى الذي قدم إلى السعودية للعمل في رعي الإبل منذ سبعة أعوام، بعمليات الدعاية التي صاحبت الأمراض الوبائية المنتشرة في العقد الأخير في السودان، إذ يؤكد انتشار كم هائل من الإشاعات حول الإبل ومنتجاتها الغذائية، مضيفاً: «اكتشفنا أخيراً أن من يقف حول هذه الإشاعات رجال أعمال يريدون إضعاف استهلاك الناتج المحلي للإبل».