وصف مسؤول في إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية قرار تعليق الدراسة في مدارس المنطقة ب«المستعجل». فيما كشف أن نسبة الحضور في أول يوم بعد استئنافها «لم تتجاوز ال10 في المئة»، بيد أن المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني أوضح أن «غياب أعداد كبيرة من الطلاب ليس عذراً للغياب الجماعي». فيما تكّشف أمس غرق مستودعات الكتب التابعة ل«تربية الشرقية» وسط معلومات عن غرق 300 ألف نسخة من الكتب المخصصة للفصل الدراسي الثاني. وحاولت «الحياة» التواصل مع المدير العام ل«تربية الشرقية» الدكتور عبدالرحمن المديرس، والمتحدث باسم الإدارة خالد الحماد، إلا أنهما لم يجيبا على الاتصالات المتكررة. وأثار قرار «تربية الشرقية» استئناف الدراسة أمس الخميس - قبل يوم من حلول عطلة نهاية الأسبوع وبعد أربعة أيام من تعليقها - استياء الطلاب والطالبات، ما دفع معظمهم إلى «الغياب». في حين قرر أولياء أمور طلبة إبقاء أبنائهم في المنازل «خوفاً من الأوضاع التي خلفتها الأمطار في المدارس»، بحسب قول منصور محمد الذي يدرس أولاده الثلاثة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، مضيفاً أن «المياه تسربت إلى داخل المدرسة، ولا أستبعد أن تكون وصلت إلى التمديدات الكهربائية، وهذا يمثل خطراً على الطلبة وبخاصة الصغار منهم». وشهدت مدارس التعليم العام أمس «غياباً شبه جماعي» طاول عدداً كبيراً من الطلبة، وذلك بعد تعليق للدراسة طوال أيام الأسبوع «لسوء الأحوال الجوية»، وذلك على رغم أن «تربية الشرقية» لم تقم بتعليق الدراسة في شكل رسمي. وأدى غياب مجموعة كبيرة من الطلبة إلى قيام بعض مديري المدارس بالطلب من الحاضرين العودة إلى منازلهم. فيما وصف معلمون ومعلمات الوضع داخل مدارسهم ب«الصعب»، لافتين إلى أن مياه الأمطار تسربت إلى بعض المرافق وأسقف الفصول الواقعة في الأدوار العلوية وبعض النوافذ التي لم يحكم إغلاقها، ما أدى إلى تلف بعض المحتويات المكتبية. أما الطرق المحيطة بالمدارس فكانت في بعض القرى والبلدات مغمورة بالمياه، ما جعل الوصول إلى المدارس «مهمة صعبة أو مستحيلة»، بحسب إحدى المعلمات. بدوره، اعتبر مدير إدارة الإرشاد الطلابي في الشرقية الدكتور عبدالله الهدباء في تصريح إلى «الحياة» الغياب الجماعي «قضية اجتماعية أكثر من كونها قرارات وزارية»، مؤكداً أن «المدارس تعمل وفق لوائح للسلوك والمواظبة، والغياب الجماعي محل بحث ودرس منذ فترة طويلة، باعتباره يتعلق بناحيتي الوعي الاجتماعي وأهمية تطبيق اللوائح». وكشف الهدباء أن نسبة الحضور أمس بحسب التقارير الإلكترونية التي وصلت من المدارس 10 في المئة»، معتبراً هذه النسبة «ضئيلة»، ومضيفاً أن «لدى مديري المدارس صلاحية إيقاف الدراسة في حال عدم مناسبة البيئة المدرسية، وبخاصة في حال تضررت مدارسهم نتيجة أي قصور في الصيانة».