ما إن جفت شوارع العاصمة السعودية من آثار عاصفة رعدية ماطرة بداية الأسبوع حتى عادت «جولة ثانية» من الأمطار فجر أمس لتغرق شوارعاً وتسد تقاطعات في مدينة الرياض، في وقت واصلت الأمطار هطولها على معظم مناطق المملكة، وتسببت حتى مساء أمس في وفاة ثلاث أشخاص، فيما لقي رجل أمن في عرعر حتفه أثناء محاولته إنقاذ عائلة حاصرها السيل. وارتفعت حصيلة الوفيات من السيول منذ بداية الأسبوع إلى أربعة، فيما وصل عدد المفقودين بحسب بيان صدر أمس عن مديرية الدفاع المدني إلى 10 أشخاص (7 في الرياض و3 في عرعر). (للمزيد) وفي الدمام، أدى تسرب المياه من سقف «الصالة الدولية» في مطار الملك فهد إلى إغلاقها، وأيضاً إلى تلفيات في الأجهزة والشاشات، وتجمع كبير للمياه في الصالة، بحسب مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أمس. ولليوم الثالث على التوالي، منع رجال حرس الحدود الصيادين من النزول إلى البحر بسبب سوء الأحوال الجوية، فيما ارتفع منسوب المياه على شاطئ محافظة الخفجي. وأعلنت مديرية الدفاع المدني إنقاذ 1357 مواطناً ومقيماً احتجزتهم مياه الأمطار والسيول في عدد من المواقع حتى منتصف نهار أمس (الثلثاء)، وانتشال 478 مركبة وحافلة جرفتها مياه الأمطار. كما استقبلت 6147 بلاغاً جراء الأمطار والسيول التي هطلت خلال الساعات ال24 الماضية على عدد من مناطق المملكة. من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي في الدفاع المدني بمنطقة الجوف المقدم عطاالله الرويلي أنه تم إيواء 11 أسرة تتكون من 75 شخصاً من مركز صوير والقرى المجاورة، كما تم إيواء أسرتين من مدينة سكاكا. وأدت السيول في محافظة الريث التابعة لمنطقة جازان إلى انهيارات صخرية أغلقت طرقاً عدة، في حين انتشرت فرق الدفاع المدني في الأودية لتحذير المارة من أخطار السيول ورصد أي حالة بحاجة إلى مساعدة. وفي منطقة الباحة، تعرضت ست معلمات للاحتجاز داخل مركبة بقرية بني عامر التابعة لمحافظة بلجرشي جراء الأمطار التي هطلت على المحافظة أمس (الثلثاء)، وتمكنت دوريات الأمن والسلامة من إنقاذهن ونقلهن إلى منازلهن. وتسببت أمطار الرياض التي هطلت فجر أمس في رفع نسبة الغياب في معظم المدارس، ما جعل عدداً منها تدمج الطلاب في الفصول الدراسية، وترسل رسائل نصية إلى أولياء الأمور لإخراج أبنائهم، خوفاً من زيادة هطول الأمطار. وفي الوقت الذي نبهت فيه مصلحة الأرصاد وحماية البيئة من هطول أمطار ليل أول من أمس (الإثنين)، صمتت إدارة التربية والتعليم في الرياض حيال «تعليق الدراسة»، ما دفع كثيراً من أولياء الأمور إلى اتخاذ قرارات بتغييب أبنائهم عن مدارسهم، من دون انتظار بيان من إدارة التعليم.