أعلن النروج أمس، مسؤولية جهاز استخباراتها عن التنصت على ملايين المكالمات الهاتفية في البلاد قبل أشهر، بعدما أوردت صحيفة «داغبلاديت» النروجية أن وثائق سرّبها ادوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الاميركي، أفادت بتنصّت الوكالة على تلك المكالمات. وقال رئيس جهاز الاستخبارات النروجية الجنرال كيل غراندهاغن: «هذا جمع لبيانات أجراه الجهاز، لدعم العمليات العسكرية النروجية في مناطق نزاع خارج البلاد، أو يرتبط بمكافحة الإرهاب، في الخارج ايضاً. لم يكن الأمر جمعاً لبيانات من النروج ضد النروج، بل جمعاً لبيانات نروجية تتم مشاركتها مع الاميركيين». وكانت الصحيفة اعتبرت أن النروج، حليفة الولاياتالمتحدة في الحلف الأطلسي، باتت سادس دولة يشملها برنامج التجسس الاميركي، بعد المانيا وفرنسا واسبانيا والبرازيل والهند. وأوردت ان الأمر شمل حوالى 33.2 مليون مكالمة، بين 10 كانون الاول (ديسمبر) 2012 و8 كانون الثاني (يناير) 2013، مضيفة ان برنامج المراقبة قد يكون موجوداً قبل تلك الفترة وبعدها. وأفادت وكالة حماية المعطيات في النروج الى أن عدد المكالمات المراقَبة يمثّل 10 في المئة من المكالمات الهاتفية التي أُجريت في النروج خلال شهر. وعلّقت الصحيفة ان ذلك يجعل من النروج التي يسكنها 5 ملايين شخص، البلد الذي شهد أضخم كثافة في التجسس، نسبة الى عدد سكانه. وأعلن مزودان مهمان لخدمة الاتصالات في النروج، «تيلينور» و «نيتكوم»، انهما لم يأذنا للوكالة الاميركية بدخول معطياتهما. لكن ناطقة باسم السفارة الاميركية في اوسلو رفضت «التعليق على حالات محددة، في كل ما يتعلّق بنشاطات الاستخبارات»، وزادت: «سبق ان قلنا ان الولاياتالمتحدة تجمع معلومات استخباراتية، مثل كل الأمم الأخرى». في السياق ذاته، تواصل التوتر بين اندونيسياواستراليا، بعدما أوردت وسائل إعلام استرالية أن وثائق سرّبها سنودن تفيد بأن أجهزة الاستخبارات الاسترالية تنصتت على الهاتف الخليوي للرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو لأسبوعين، في آب (أغسطس) 2009، بعد هجوم نفذته مجموعة اسلامية متطرفة أوقع 9 قتلى بينهم انتحاريان. وأضافت أن التجسس استهدف ايضاً هواتف زوجة الرئيس الأندونيسي، ونائبه ومسؤولين آخرين. وكتب سوسيلو بامبانغ يودويونو في تغريدة على موقع «تويتر» انه أمر ب «مراجعة التعاون الثنائي، بعد العمل الجارح الذي نفذته أستراليا». وتطرّق الى معلومات أفادت بمساعدة كانبيرا واشنطن في التجسس على أندونيسيا، قائلاً: «الافعال المقترفة من الولاياتالمتحدةواستراليا، ضارة جداً». وأسِف رئيس الوزراء الاسترالي طوني آبوت «بصدق لأي ازعاج قد تكون سبّبته المعلومات الصحافية الاخيرة» للرئيس الاندونيسي «الصديق الكبير لاستراليا». لكنه جدد رفضه تقديم اعتذار رسمي، مكرراً ان «المهمة الأولى لأي حكومة» تتمثل في «حماية بلادها. لذلك تقوم أي حكومة بجمع معلومات. يجب ألا نتوقع ان تطلب استراليا عفواً لتدابير نتخذها بحماية بلادنا».