فوجئ متابعو حلقة أمس السبت من برنامج "أراب آيدول" على قناة "ام بي سي" وخصوصاً الفلسطينيين منهم، بظهور رئيس "الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم" جبريل الرجوب وورئيس "هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية" حسين الشيخ في استوديوهات القناة في لبنان، يجلسان إلى جانب نجم "أراب آيدول" للموسم الماضي الفلسطيني محمد عساف، لمتابعة الحلقة التي تضم مشتركين فلسطينيين هما هيثم خلايلة ومنال موسى. وبعد انتهاء الحلقة بدقائق، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع الرجوب وعساف، ما أحدث ضجّة تكلّلت بآلاف التعليقات بين معارض لمثل هذا الحضور السياسي لبرنامج فني في ظل الأوضاع السيئة التي يعاني منها الفلسطينيون وخصوصاً في القدس، في حين اعتبر كثيرون هذه الخطوة "عادية" ولا تستدعي كل هذه "الزّوبعة الإعلامية". طغى الغضب أحياناً والسخرية أحياناً أخرى على المعلقين على هذه الخطوة "غير المسؤولة" على حد تعبير معظمهم. وقالت ستيفي الزوقا على موقع "فايسبوك" إن "الرجوب هناك لمناسبة تحرير فلسطين!". أما مهند عطاري، فعلّق "لم يُدمّر شعبنا إلا مثل هذه النوعيات"، وقال "أبو علي" ساخراً "نحن دولة مستقلة ومكتفية ذاتياً ولا يوجد بطالة ونعيش بسعادة، فلماذا لا يحضرون أراب آيدول؟!". ووصف علاء حسان هذه المشاركة ب "الأسلوب غير المسؤول، والناجم عن أشخاص غير مسؤولين، فكان الأحرى بهم تحسس معاناة المشردين في غزة، وزيارة مخيم عين الحلوة الواقع على بعد كيلومترات معدودة من الأستوديو، وإن كان لا بد من دعم المشاركين فالأجدر إرسال المُلحق الثقافي الفلسطيني في لبنان لأداء هذه المهمّة وليس هؤلاء، لأنهم بمثابة حملة قضية ثورية، وليسوا أصحاب جمعية أهلية". واستمرت التعليقات المستاءة مع خلدون دويكات الذي قال "الله يعينك يا وطن ماذا ستتحمل بعدُ ؟"، أما ياسر فوزي فعلّق مستهزئاً "يبدو أن حركة فتح تريد تعويض المهرجان التأبيني للرئيس الراحل ياسر عرفات والذي أُلغي في غزة، بحفل ام بي سي الغنائي!". أما محمد أبو جامع، فاعتبر أن هذه الشخصيات "لا تمثل الشعب الفلسطيني"، وسخر عبد بختان قائلاً "البال فاضي والخاصرة مركيّة". واتفق كل من تيسير أبو عدي وروحي الجبور على أن "مكان هذه الشخصيات هو أراب آيدول والأقصى له رجاله، فالقدس لم تجمعهم وجمعهم الطرب، ولك الله يا أقصى". وتوّجت التعليقات مع منذر البورنو الذي اعتبر الحدث فيلما بعنوان "الراقصة والسياسي من بطولة جبريل عبيد! ". هذا الغضب قابله هدوء البعض وتبريرهم، معتبرين الأمر "عادياً جدا" افتعلته وسائل الاعلام وتفاعلت معه الغالبية بطريقة سريعة وغير عقلانية. فأيد رائد عمرو حضور الشيخ والرجوب البرنامج قائلاً "حضورهما يحفّز الفنانين المشاركين في البرنامج، وإنني استغرب من وجود منتقدين لهذه الخطوة، منال وهيثم سفراء حقيقيون للقضية الفلسطينية"، في حين وصفت كل من هيلينا محمد ومي أحمد ولونا محجاني وهيا أحمد وأحمد فتفتة الأمر ب "العادي والطبيعي جداً، وأنه لولا ارتباط الحدث بعساف لما أُثير النقاش أساساً"، ودعوا إلى عدم إقحام عساف بالنقاشات السياسية، فهو في النهاية فنان فقط حتى لو كان فلسطينياً من غزة، وأن "أراب آيدول يرفع شأن الفن الفلسطيني ومن يريد المقاومة، فلينزل الى الميدان". ورأى أبو النور أن الحضور السياسي "رسالة إلى الصهاينة على وحدة الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وأراضي ال 48 والشتات"، وأيده الحكم عليّان بقوله "وجودهم في هذا الوقت ضروري سيحيون ذكرى وفاة الرئيس أبو عمار في لبنان الإثنين المقبل". وبرّر هاني أبو الحصن الحضور السياسي قائلاً "الزيارة لها مغزى سياسي، فقبل أيام تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن المشتركين الفلسطينيين يحملان الجنسية الإسرائيلية ويمنع مشاركتهما في البرنامج، وجاء دعمهما رداً على هذه الأخبار". وتساءل محمد حجازي "متى سنرتقي بإعلامنا العربي؟ إن نقل الخبر وازدواجية الاختيار تجعل القارئ مؤيدا ومعارضاً، فوكالات الأنباء لها دور في إثارة الشكوك مع أن الأمر طبيعي". أبو يوسف يونس وهند نجم اعتبرا الحضور "حرية شخصية وأن من حق كل إنسان فلسطيني أن يعيش لحظات فرح وليس فقط لحظات حزن وبكاء ودمار وقتل".