الصراحة لم تعد كافية، فلا بد من جلب لغة قاسية لكنها محترمة، لأن رئيس نادي الاتحاد وإدارته قساة، لكنهم محترمون. بعد الاجتماع الشرفي الأخير اتضح أن سفينة عميد الأندية السعودية وأعرقها بها خرق ضخم يتسع يوماً تلو الآخر في خضم أمواج عاتية تتلاطم في دوري عبداللطيف جميل وهو ما يجعلني أتوقع ببساطة ومن دون فهلوة أن تتجه سفينة «العميد» نحو ميناء دوري ركاء في الدرجة الأولى. اجتماع الجمعية العمومية كان كالعادة جعجعات من دون ذرة طحين فيها، فنائب رئيس أعضاء الشرف رأفت التركي يقول إن ديون النادي العاجلة والآجلة والمنظورة تقارب ربع بليون ريال، وهو ما جعله - وأقصد التركي- يخرج غاضباً ليصب جام غضبه في كل الاتجاهات في برنامج أكشن يادوري. الاتحاد غارق في الديون التي تحتاج إلى معجزة، والفريق يقدم نتائج متواضعة مع هدر شديد للنقاط، والوضع مخيف للمقبل من أيام الاتحاد ... والسؤال هو: هل ينتشله أبناؤه أم تنتشله الأمواج فيصبح «وحدة» آخر! هناك مطالبات على خجل بتدخل حكومي في سداد ديون الأندية، والحقيقة أن الأندية لها مداخيل ومحبون وداعمون بسخاء، لكن هناك سوء إدارة شديد، وإدارة الفايز أقرب الأمثلة وأكثرها فشلاً ومكابرة! في الجانب الآخر هناك صوت تراجيدي حزين وصادق ولا يستمع له أحد وهو صوت جماهير الاتحاد التي حضرت خلف أبواب النادي الموصدة الذين كانت تنظمهم دوريات الأمن، إذ كان صراخهم يتصاعد: ارحل يا فايز! والمخجل أنه حين انتهى الاجتماع الشرفي أراد المهندس عادل الجمجوم أن يخرج فوجد الجمهور يصرخ في وجهه ارحل فعاد ليخرج من الباب الخلفي. المشكلة الحقيقية هي الغرور والإعجاب بالعقل، فحين زاد الفايز ديون الاتحاد وسرح نجومه فاز الفريق بكأس الملك فظن أن تلك سياسته، وخدعته الفرحة بالتعامي عن واقع فقر العميد المقبل. بالسياسية الخادعة ذاتها ثمة مآس تخبئها الأيام... يا محمد الفايز الحل أن ترحل... وأن ترحل يعني أن تقوم بذلك اليوم وليس غداً! [email protected]