لم تشفع هتافات «ارحل يا فايز»، التي رددتها جماهير الاتحاد أول من أمس في مقر النادي قبل انعقاد الجمعية العمومية ل«العميد» في إقناع الجمعية العمومية بإسقاط الإدارة الحالية وفتح المجال أمام إدارة جديدة «منتخبه» لإنقاذ النادي «الثمانيني» من أزماته كافة وفي مقدمها «تضخم الديون»، إذ خرجت «إدارة الفايز» من اجتماع الجمعية العمومية بفرصة بقاء جديدة تمتد ستة أشهر مقبلة ما زاد من غضب الجماهير الاتحادية. ورغب ال55 عضواً الذين شاركوا في اجتماع الجمعية العمومية الاتحادية من خلال المهلة التي منحت لإدارة النادي، في أن تقوم الأخيرة بمعالجة سريعة للأزمة المالية الخانقة، وخصوصاً بعدما أكدت الإدارة مقدرتها على توفير 90 مليون ريال خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، عندما لوحت باقترابها من إتمام مفاوضات قائمة مع إحدى الشركات لرعاية «العميد». وتبنى عضو الشرف، أحمد فتيحي في الاجتماع الذي غاب عنه كبار الأعضاء كالأمير طلال بن منصور والأمير فهد بن خالد وأسعد عبدالكريم وحسين اللنجاوي وأحمد مسعود ومنصور البلوي ومحمد الباز ومحمد بن داخل وأمين أبوالحسن، استمرار الإدارة إلى نهاية الموسم الجاري، وأيده في ذلك طلعت لامي ليتفق معظم الأعضاء على منح إدارة محمد فايز فرصة تصحيح الوضع مع تقديم استقالتها في حال فشلها في معالجة «الديون»، على رغم أن المرشح للرئاسة إبراهيم البلوي أحضر إلى اجتماع الجمعية العمومية شيكاً ب30 مليون ريال لأجل تزكيته رئيساً للنادي خلفاً لمحمد فايز. كما أحضرت في الاجتماع قوائم الديون الاتحادية، التي اختلفت فيها لغة الأرقام المتمثلة في حجم الدين العام والخاص المُعلن، إلا أنه وبحسب القائمة المالية للجمعية التي وُزعت على الحاضرين (حصلت «الحياة» على نسخة منها)، وصل الدين العاجل الواجب سداده إلى مبلغ 60 مليون ريال، إضافة إلى ديون متوقعة في حال خسارة قضيتي اللاعبين ديغو دي سوزا وأنس الشربيني لم تحددها القائمة المالية، غير أن النقاشات التي دارت في الاجتماع المُغلق الذي حوّطه المنظمون منعاً لدخول الصحافيين، كشفت عن 41 مليون ريال قيمة كسب سوزا والشربيني لقضيتهما المرفوعة منهما إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بالإضافة إلى دين متوقع للعامين المقبلين يبلغ 150 مليون ريال، ليتجاوز سقف الدين أكثر من مائتي مليون ريال. في المقابل، رفض أمين الصندوق الأسبق المهندس فراس التركي التعليق، إذ خرج من قاعة الاجتماع باكراً احتجاجاً على ما جاء فيها، بينما أكد نائب رئيس المجلس الشرفي رأفت التركي أن ناديه مقبل على أزمة كبرى وصفها ب«الكارثة»، مطالباً بتدخل محبي «العميد» وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، قائلاً: «لا أستبعد أن يهبط الفريق إلى الدرجة الأولى بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم، إذ إنه سيمنح شهرين حداً أقصى لسداد الديون وإن لم يتم السداد سيتم منع تسجيل اللاعبين، ومن ثم الهبوط إلى الدرجة الأولى»، بينما قال أمين الصندوق الأسبق منير رفه: «المركز المالي الذي قدمته الإدارة فيه من الإفصاح والشفافية ما أظهر أن حجم الديون كبير جداً، وكان لديهم نوعان من الديون: طويلة الأجل، وقصيرة الأجل، فما يستحق عليهم خلال هذا العام يُفترض أنه في حدود ال50 مليوناً واجب توفرها، لكن على المدى الطويل المبلغ أكبر بكثير! وما لا يستحق دفعه حالياً يستحق الدفع العام المقبل، فالقائمة المالية عملت عليها جهتان: خبير مالي، والمحاسب القانوني، وبالتالي فالجهتان دققتا القائمة المالية، ومن الواضح لي أن القائمة المالية فيها إفصاح، ولو سألتني عن صدقيتها لا أستطيع أن أجيب». أما عضو الشرف طلعت لامي، فشدد على أهمية وضع خطة لإنهاء المشكلات المالية الحالية من إدارة الفايز، ولا سيما أن حجم الديون سبب صدمة وتخوفاً للمرشح إبراهيم البلوي، مضيفاً: «إذا وفت الإدارة بوعدها لأعضاء الشرف فسنقف معها، وإن لم تف فعليها أن ترحل كما تعهدت، وأتمنى أن لا يتورط النادي في مزيد من الديون»، بينما أعطى الشرفي فتيحي الإدارة الحالية فرصة لتصويب وضعها، مؤكداً أنه سيكون متابعاً للتطورات والحلول وإن لم تفِ الإدارة بتعهدها في تقليص الديون فستقدم استقالتها لمنح الفرصة لآخرين. أما المرشح ل«الرئاسة»، إبراهيم البلوي فأشار إلى جاهزيته لإدارة دفة النادي، في الوقت الذي لم يخف فيه مخاوفه من ازدياد حجم الدين في المرحلة المقبلة، مقدماً شكره لجماهير الاتحاد على دعمهم له متمنياً التوفيق لناديه في الاستحقاقات المقبلة، وتجاوز أزمته المالية، بينما طالب شرفي اتحادي بارز غاب عن حضور الجمعية العمومية وفضل عدم الكشف عن اسمه (لأنه تعوّد على أن لا يظهر للإعلام على حدّ قوله) بالكشف عن الأشهر الخمسة الماضية التي أخفتها إدارة النادي الحالي في القائمة المالية عن مصروفاتها وإيراداتها، إذ إن القائمة توقفت عند 30 يونيو الماضي، من دون الإفصاح عن الديون الأخرى من ذلك التاريخ إلى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وقال: «سأتحدث مع أعضاء الشرف البارزين عن التعتيم الذي كان واضحاً في القائمة المالية، فأين التوضيح للمصروفات والإيرادات في القائمة المالية؟ كان يجب أن يُكتب المصروف والإيراد ويتم الكشف عنها، فالإدارة استلمت مهامها وكان دين الإدارة 17 مليون ريال بحسب كشف اطلع عليه الجميع في الجمعية العمومية في عهد إدارة محمد بن داخل، مثل ديون نونو أسيس وباولو جورج ومناف أبوشقير ونادي الاتفاق، ليصل الدين مع هذه الإدارة إلى 50 مليون ريال عاجلة الدفع في عام ونصف العام فهذا أمر مخيف كارثي». المشاركة في اجتماع الجمعية العمومية الاتحادية خضعت لتدقيق في عضوية الشرفيين. ... والمرشح الاتحادي إبراهيم البلوي جاء إلى الاجتماع ب«شيك الرئاسة». (&)