تجاوزت اليابان الاحتفال بمرور 50 عاماً على الإرشاد السياحي، وفي أوروبا يتقاضى المرشد السياحي أكثر من 150 دولاراً في الساعة، بينما يصل أجر المرشد السياحي المحلي في اليوم ألف ريال، والكثيرون ينظرون إليه على أنه «متطوع يعمل بالمجان، وليس ذا قيمة مؤثرة اجتماعياً»، الأمر الذي دفع فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في الأحساء، لعقد اجتماع موسع للمرشدين السياحيين تحت مسمى «الملتقى الأول للمرشدين السياحيين في الأحساء». وأعلنت الجنة السياحية في الأحساء خلال اللقاء عن استضافة المحافظة في يوم 21 فبراير من العام المقبل ل «يوم الإرشاد السياحي العالمي»، والذي يعد من أكبر الملتقيات السياحية الدولية التي تستضيفها الهيئة، وشكلت استعداداً لهذا الحدث الدولي لجاناً عدة وبرامج وفعاليات مصاحبة. وأوضح منسق اللجنة التنفيذية المنظمة أحمد العيثان، أن «الهدف الرئيس من إقامة هذه الفعالية هو تطوير مهارات المرشدين السياحيين في المملكة، وأيضاً تعريف الجمهور بمهنة الإرشاد السياحي وأهميتها»، مضيفاً «تقام هذه الفعالية بالاشتراك مع اللجنة الاستشارية للمرشدين في المملكة، وهي فعالية تستضيفها في كل عام مدينة من مدن المملكة، حيث استضافتها مدينة حائل وجاء الدور على الأحساء لترعى هذا اليوم المهم». وقال: «شُكلت لجان عدة ويترأس اللجنة التنفيذية علي الحاجي، ويترأس اللجنة الاستشارية للمرشدين السياحيين سطام البلوي، وبعضوية المرشد السياحي عبد المحسن السبيع»، مضيفاً «تقام الفعاليات على مدى يومين، وشُكلت لجان فرعية من أبرزها لجنة الإيواء والمعايشة، والفعاليات والبرامج العلمية والمحاضرات، واللجنة الإعلامية والرعاية». وتجاوز عدد المرشدين السياحيين المرخصين في المملكة أكثر من 100 مرشد سياحي، ولا يحظون بمميزات تختلف عن تلك المُقدمة في دول خليجية وعربية، حيث يتم تسجيل المرشدين السياحيين عبر البوابة الإلكترونية للإرشاد السياحي، وبعد اجتياز المقابلة والاختبارات، يتم منحه ترخيص مزاولة هذه المهنة، ويمنح دورات تدريبية وورش عمل مجانية، وعلى رغم جميع هذه المميزات إلا أن الإقبال على هذه المهنة ضعيف جداً. ورفعت اللجنة المنظمة راية التحدي من خلال البرامج المعدة لهذا اليوم، بحسب العيثان، «نحن نعد بمفاجآت عدة للمشاركين، ونشفق على من سيأتي بعدنا، لأنه لن يستطيع التفوق علينا، وهذا من باب ثقتنا بأنفسنا، وبما أعددنا له من برامج وورش عمل ومفاجآت حقيقية». وتطرق الاجتماع التحضيري إلى نقاط عدة من أبرزها: طرح رؤية تحليلية لاستضافة مدينة حائل لهذه الفعالية في وقت سابق، وأبرز الإيجابيات والسلبيات التي يجب تجاوزها في الأحساء، وطرح رئيس اللجنة التنفيذية رئيس فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في الأحساء علي الحاجي، فكرة «إقامة جمعية للإرشاد السياحي في الأحساء، ويكون لها مقر ونظام عمل مستقل، إذ إنه عمل اقتصادي مهم ويدعم اقتصاد البلد». وتشمل الفعاليات التعريف بالمرشد السياحي، إلى جانب جولات على أبرز معالم الأحساء، وتدريب المرشدين السياحيين على المسار السياحي في المنطقة، وتشمل قصر إبراهيم الأثري، وبيت البيعة والمدرسة الأميرية الأولى في الأحساء، وستتم البرامج بتدريب نظري وعملي تطبيقي. وتتسم محافظة الأحساء، ببعد تاريخي عريق يؤهلها لتكون محط أنظار المرشدين السياحيين لاحتفاظها بأبرز المعالم الأثرية التي لا تزال تتمسك بالبقاء، ويرجع معظمها لحقب زمنية مختلفة، ما يجعلها محل اهتمام الباحثين والدارسين، ومن المتوقع أن تشهد هذه الفعاليات حضوراً كبيراً من قبل المرشدين السياحيين في المملكة، وتكون فرصة حقيقية للاحتكاك المباشر وتبادل الخبرات. فيما يتوقع أن تشارك جهات عدة ذات صلة بهذه الفعاليات مثل أصحاب المهن الأثرية، والمحلات الشعبية، وأصحاب المتاحف الشخصية، إلى جانب أصحاب المهن التراثية الذين لا يزالون أمناء على نقل هذا الموروث من جيل لآخر، ومن المتوقع أيضا أن تُكرم شخصيات أسهمت في بقاء السياحة التراثية حية إلى الآن.