نفَّذ فوجا المغاوير والمجوقل في الجيش اللبناني، معزّزين بالآليات والأسلحة الثقيلة والمتوسّطة، فجر أمس، حملة مداهمات واسعة شملت معظم مناطق بعلبك وقراها ضمن بداية أسبوع أمني يشمل منطقة البقاع ويستمر أسبوعاً كاملاً للبحث عن مطلوبين ومخلّين بالأمن بعد يوم على تعرض آلية عسكرية تابعة للجيش اللبناني لانفجار عبوة ناسفة في محيط بلدة عرسال نجم عنها جرح ثلاثة عسكريين. وطوَّقت قوة من الجيش عند الخامسة فجر أمس في حملة غير مسبوقة لجهة عدد الآليات يعاونها رجال قوى الامن الداخلي بلدة بريتال (شرق بعلبك) من جهاتها الأربع، وتمكَّنت من إحكام السيطرة عليها بعدما أقفلت الطرقات الأساسية والفرعية والترابية. وأقامت عدداً من الحواجز الثابتة على مداخلها تمهيداً لاقتحامها وملاحقة المخلّين بالأمن. وشملت المداهمات منازل مطلوبين. واستخدم الجيش طائرات استطلاع لتعقُّب المطلوبين في المناطق الجردية. وأفيد عن توقيف 3 مطلوبين في بريتال وتم سحب بعض السيارات. وترافقت حملة المداهمات في بلدة دار الواسعة (غرب بعلبك)، مع اشتباكات بين عناصر الجيش ومسلحين. وأدّى إطلاق النار من مسلّحين فارين من دار الواسعة في اتجاه دير الاحمر وبتدعي، إلى إصابة المواطن صبحي فخري ومقتل زوجته نديمة بعد إصابتها بجروح خطيرة ونقلها الى مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك، كما أصيب ابنهما روميو وحاله مستقرة. وفي رواية اخرى أن مجموعة مسلّحة من أطراف بلدة دار الواسعة طرقت باب منزل عائلة آل فخري عند مدخل بلدة بتدعي بهدف التزوّد بسيارة إضافية رباعية الدفع لتقلّها إلى أماكن أخرى، وأطلقت الرصاص وألقت قنبلة وحين لم تتمكّن من سرقة شيء فرت مستقلّة سيارة جيب. ووصل المسلّحون إلى مكان يتواجد فيه صيادون من أبناء بتدعي وأطلقوا النار في اتّجاههم وسرقوا حقائب وأجهزة خليوية وسيارتي جيب. وعقد اجتماع في دارة عائلة فخري برئاسة مطران دير الأحمر للموارنة وبعلبك المطران سمعان عطاالله مع فعاليات أخرى لتدارس الوضع. وقال أحد أبناء العائلة: «لم نسمع سوى ضجة مسلحين في بيتنا وصوت رصاص. أراد المسلّحون السيارات وتفتيش البيت، رأينا أحدهم يحمل ب 7 في الصالون». واتّهم مسلّحين من عائلة أخرى بأنّهم أطلقوا النار. وقال إنه «خلال 24 ساعة اما أن يسلم المسلحون أنفسهم أو سنأخذ بثأرنا». ووصف أهالي دير الأحمر في بيان «إقدام مسلحين فارين من الجيش على إطلاق النار على عائلة فخري، بأنه فاجعة وجريمة بحق الإنسانية والعيش المشترك في المنطقة». وحملوا «كامل مسؤولية هذه الجريمة لأهلنا عشيرة آل جعفر في المنطقة»، آملين بأن «تكون هذه الفاجعة فرصة وحافزاً للدولة كي تنهي هذا الوضع الشاذ والمزمن في هذه المنطقة بالسرعة القصوى، وإلا فسوف نضطر الى اتخاذ تدابير تحمي أمننا». وطالبوا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ب «رفع الغطاء عن المجرمين».