اختتم الحزب الشيوعي الصيني الحاكم جلسته العامة الثالثة أمس، بالتزامه السماح للسوق بأداء «دور حاسم» من أجل «تعميق عام للإصلاحات». وافتتح الأعضاء ال376 في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، الجلسة السبت الماضي سعياً إلى مناقشة إصلاحات اقتصادية واجتماعية «تاريخية». واستمع المجتمعون إلى «تقرير عمل» للرئيس شي جينبينغ أمين عام الحزب. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن بياناً نهائياً أصدره المجتمعون بالإجماع، ذكر أن الصين ستعتمد أكثر على قوى السوق التي ستؤدي «دوراً حاسماً» في «تخصيص الموارد»، فيما «ستحسن الحكومة دورها». وأشار البيان إلى تأسيس «مجموعة توجيهية مركزية لتعميق عام للإصلاحات» وستُكلف «وضعها على أساس شامل» وتنسيقها وتطبيقها والإشراف عليها. وتابع: «أن قطاعات الاقتصاد التي تسيطر عليها الدولة وتلك التي لا تخضع لسيطرتها، هي جميعاً مكونات مهمة في اقتصاد السوق الاشتراكي». ورجّحت وسائل إعلام رسمية صينية أن تجيز الإصلاحات المرتقبة المنافسة في قطاعات كانت خاضعة لسيطرة مجموعات عامة كبرى، من سكك الحديد إلى النقل الجوي والمال والطاقة والاتصالات. ووَرَدَ في البيان أن الصين ستحسّن «الحاكمية الاجتماعية» و«تعزّز إصلاح الأراضي الزراعية»، من أجل «منح المزارعين مزيداً من الحقوق على ملكية» الأراضي التي يزرعونها. كما ستنشئ البلاد «لجنة مكلفة أمن الدولة» من أجل «تحسين جهاز واستراتيجية الأمن القومي». ويُخصص الاجتماعان العامان اللذان يليان مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني عادة، لتعيين قادة الحزب والدولة، فيما يحدد الثالث الخطوط العريضة للسياسة والاقتصاد. وعام 1978، أطلق دينغ كسياو بينغ في تلك المناسبة تحديثه الكبير للاقتصاد الصيني. وأوردت صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية أن الجلسة «ستحدد الخطوط العريضة للإصلاحات التي سترسم أطر الصدارة التنافسية للصين في العقد المقبل». على صعيد آخر، أعلنت منظمة «الحملة الدولية من أجل التيبت» و«إذاعة آسيا الحرة» التي تمولها الولاياتالمتحدة، أن كاهناً تيبتياً أحرق نفسه في شمال غربي الصين. وأضافتا أن الكاهن تسيرينغ غيال (20 سنة) أحرق نفسه في إقليم تشينغهاي، لكن الشرطة أخمدت النار ونقلته إلى مستشفى. وأعلنت منظمة «التيبت حرة» (مقرها لندن) نجاة الكاهن. ومنذ عام 2009، أحرق أكثر من 120 تيبتياً أنفسهم، ما سبّب وفاة معظمهم، احتجاجاً على هيمنة الصين على الإقليم في جبال الهيملايا. في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أنه سيرأس وفداً اقتصادياً ضخماً إلى الصين مطلع الشهر المقبل، في أول زيارة مُذ أغضب بكين بلقائه الدلاي لاما العام الماضي، في ما اعتبرته «تدخلاً خطراً في شؤونها الداخلية». وأشار كامرون إلى أنه سيسعى إلى «إقامة علاقة تفيد بلدينا»، معتبراً أن زيارته ستساعد شركات بريطانية في دخول الأسواق الصينية وتمهّد ل «مستوى جديد من الاستثمار الصيني في المملكة المتحدة».