غيبت الإصابات شمس نجوم عدة عن ملاعب كرة القدم السعودية خلال الجولات الماضية من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، ما ألحق بأندية عدة خسائر لعدد من النقاط في جولات عدة، إضافة إلى تكبد خزائن الأندية لخسائر مالية جراء إلغاء عقود اللاعبين المصابين، ومن الأندية التي خسرت في هذا الأمر النادي الأهلي الذي يعد أكثر الأندية المتضررة من «داء إصابات النجوم»، إذ خسر خدمات المهاجم العماني عماد الحوسني في مطلع الموسم الحالي كأول ضحايا النادي، تلاه بديله اللاعب الكوري الجنوبي سوك هيون جوك الذي تعرض لإصابة في الجولات الأولى من الدوري حرمته من قيادة الهجوم الأهلاوي، ليحل مكانه أخيراً العراقي يونس محمود، كذلك حرمت الإصابة المتكررة الفريق من خدمات مهاجمه الحالي البرازيلي فيكتور سيموس الذي لم يشارك سوى في الجولة السابعة كلاعب بديل. «الداء الفتاك» لم يترك الأهلي في شأنه، إذ طاول أخيراً المدافع كامل الموسى الذي سيغيب عن الفريق إلى نهاية الموسم لإصابته بالرباط الصليبي، وفي الهلال طاولت الإصابات مهاجمه ياسر القحطاني الذي غيبته عن الجولات الخمس الأولى، إذ لم يشارك إلا في الجولة السادسة كلاعب احتياطي، ومن ثم في الجولتين السابعة والثامنة، ليغيب مجدداً بسبب الإصابة عن منافسات الجولة التاسعة الماضية، وفي نادي الاتحاد تعد خسارة خدمات المدافع أسامة المولد مؤثرة فنياً، إذ لم يشارك مع فريقه سوى في مواجهتي افتتاح الدوري، حيث غاب بعدها عن الجولات السبع الماضية بسبب إصابته خلال مواجهة فريقه أمام الهلال. ونال النصر نصيباً من داء الإصابات الذي حرمه من خدمات الثنائي البرازيلي إيفرتون راموس وإلتون رودورغيز خلال انطلاقته في الدوري ومن ثم في الجولتين الماضيتين، ولم يكن نادي التعاون أفضل حالاً ممن سبقه بعد أن غاب مهاجمه بدر الخراشي عن تمثيل هجوم الفريق في أربع جولات بداعي الإصابة، وبلغت الإصابات صفوف فريق الشباب، إذ أطاحت بقائد الفريق نايف القاضي وأحمد عطيف. إلى ذلك، أكد طبيب التعاون المصري عصام عبدالرؤوف أن النظام الغذائي والصحي مرتبط في شكل كبير بسلامة اللاعبين من الإصابات، لافتاً إلى أن «البرامج التدريبية واللياقية تتطلب جهداً كبيراً من اللاعبين ما يسهم في إصابتهم إذا لم يتقيدوا بمواعيد ونوعية الغذاء»، مضيفاً: «النوم في وقت باكر مهم للاعب حتى يتسنى له الحضور للتدريبات الصباحية بحيوية ونشاط». وأوضح عبدالرؤوف أن أرضية ملاعب الأندية أو المدن الرياضية التي تقام عليها المباريات والتدريبات لها ارتباط كبير بإصابة العديد من اللاعبين، قائلاً: «غالبية الإصابات دائماً ما تدهم اللاعبين ذوي الخبرة القليلة، لعدم تأهيلهم في شكل سليم في مرحلتي الناشئين والشباب، فسبق وعملت مع المنتخبين المصري والجزائري ولم أشاهد هذا الكم الهائل من الإصابات، وذهلت عندما حضرت إلى الملاعب السعودية من كثرة إصابات الرباط الصليبي والغضروف والركبة، وهذا يعود إلى عوامل عدة كالسهر حتى ساعات متأخرة، فليس من المعقول أن يتدرب اللاعب في ساعات الصباح الأولى وهو لم يخلد للنوم إلا قبل طلوع الشمس بساعة أو ساعتين». وأضاف: «أرضية الملاعب وطريقة زراعة العشب وصيانته لها تأثير أيضاً في إصابات اللاعبين، فكثير من اللاعبين سواء في الملاعب المحلية أم الخارجية تعرضوا لإصابات عدة بسبب سوء أرضية الملاعب، كذلك هناك بعض الأندية لا تبحث عن الأجهزة الطبية المختصة التي من شأنها تهيئة اللاعبين المصابين بالطريقة المثلى، فهذا الجانب يؤثر في شكل كبير على تأهيل اللاعبين». وعن وصف أسباب بعض الإصابات ب«العين والحسد»، قال طبيب التعاون: «العين والحسد يؤمن بهما كل مسلم، لكن ما لاحظته في الأندية السعودية أن اللاعبين كافة قريبون من الله بالتزامهم بالصلوات والعبادات، فهم يحصنون أنفسهم بالأذكار، كما أنهم بارون بوالديهم وهذا كفيل بحمايتهم من العين».