في رؤية لضيفنا حول الفن يقول: «اليوم أصبح الفن السابع من وسائل التأثير في الجمهور العريض، وتحول الترفيه أيضاً إلى أداة يمكن عبرها بث الرسائل السياسية، وإثارة الجمهور، وصياغة العقول، وتقديم ثقافات الآخرين بالصورة التي يهدف إليها المنتج والممول والراعي الخفي والمعلن، إذ يمكنك عبرها أن تشوه وتعبث بالتاريخ، أو أن تجعل من قصة هامشية إلهاماً يحتذى به وأسطورة تزداد خلوداً على مر الزمان». ويضيف: «يمكنك من خلال الوثائقيات أن تختزل التاريخ، أن تظهر ما تريده من الجوانب، وتخفي أخرى، لتؤكد الرسالة المقصودة المباشرة أو المبطنة». ويشير النقيدان إلى أن «هوليوود هي واحدة من أعظم وسائل الدعاية للثقافة الأميركية، والدعاية المضادة التي استهدفت عقوداً الاتحاد السوفياتي وكوبا والصين وغيرها. واليوم يبدو أن المواجهة بين اللاعبين الكبار في منطقتنا تنتقل إلى الدراما، إلى السينما، إلى مخاطبة الغرب، وليس الاكتفاء فقط بأعمال توجه للمشاهد العربي». ويزيد: «اليوم تطورت اللعبة، ونقلت إلى مستويات أكثر تقدماً، فالقصد الآن هو التأثير في الرأي العام الغربي، وعلى المثقفين والفنانين، ومن ثم إثارة إعجاب وإدهاش صناع القرار». ويذكرنا النقيدان بأن هناك سياسيين ذوي تأثير في القرارات، ولكنهم أيضاً من السذاجة جداً يمكن أن يؤثر فيهم فيلم سينمائي، ويكون ذا تأثير عميق في رؤيتهم، ومصدراً لموقفهم من الآخر، من ثقافة بلد ما ومجتمع وديانة وحضارة. وعلى هذا عاشت أوروبا وأميركا عشرات الأعوام تحت تأثير الرسائل السلبية للسينما التي تظهر العرب والمسلمين وقياداتهم في أسوأ صورة». ويلفت نظرنا إلى أننا «دولنا تواجه اليوم حملة كبيرة من التشويه والمؤامرات، وتأتي هذه الأعمال الفنية والسينما لتكون أحد مجالات هذا الاستهداف، والواجب علينا ألا نقف ونترك هذا المجال لكل من أراد أن يسيء لبلادنا وحضارتنا وثقافتنا، وإذا رضينا بالصمت والمواقف السلبية، فإننا سنشاهد أعمالاً أكثر وحرباً أكبر». وفي مقابل ذلك «فإن النوم في العسل هو الذي جعل من قناة الجزيرة المنتج الأضخم للوثائقيات الناطقة باللغة العربية عن القضايا المصيرية، والمنعطفات الكبيرة، والمحتكر في شكل رئيس لأي وثائقيات عن الإسلام وحضارته وعلمائه، ولا أدري سبب هذا التكاسل أمام هذه الحركة الضخمة التي خطط لها منذ عقدين، إن قناة الجزيرة تقوم بإعادة كتابة التاريخ، وهي اللاعب الوحيد الآن في الساحة»! ويؤكد ضيفنا أن «علينا عدم الاكتفاء بالمنع أو الاحتجاج أو الاكتفاء برفع الدعاوى، بل لا بد أن تكون هناك مبادرة برصد أموال ضخمة، لدعم المجال الفني من سينما ووثائقيات وتلفزيون، وإنتاج أفلام على درجة عالية من المهنية والتأثير بمستوى هوليوودي، لإنتاج أكثر من عمل فني يظهر الجوانب الجميلة والعظيمة في قصة تأسيس بلادنا ونشأتها، وقصة التطور، وعلينا أيضاً أن نتغاضى في الوقت نفسه عن بعض المنغصات والجوانب التي لا يمكن الرضا عنها». ويختم ضيفنا: «من المهم التعلم من التجارب، وأن تكون هناك مبادرات لا ردود أفعال، بدلاً من أن نستيقظ يوماً ونفاجأ بأننا محاطون بكم هائل من الأعمال السينمائية التي دخلت كل بيت، وأثرت في صياغة العقول، وكونت جيوشاً من الأعداء».