واصلت قوات نظام الرئيس بشار الأسد قصفها أحياء دمشقالجنوبية وسط حصول اشتباكات بمشاركة عناصر من «حزب الله» والميليشيات الموالية للنظام مع مقاتلي المعارضة، في وقت قُتل عدد من الأطفال بسقوط قذائف على أحياء في دمشق. كما سيطر الجيش النظامي على معظم المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي شمال البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام السوري واصلت أمس قصفها على مناطق في منطقة معضمية الشام جنوب غربي دمشق، بالتزامن مع قصف مناطق في بساتين بلدة يلدا وحجيرة البلد جنوب العاصمة «وسط اشتباكات عنيفة في المنطقة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف والقوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني و «حزب الله» اللبناني ولواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين من جنسيات سورية وأجنبية». وأشار إلى أن مواجهات اندلعت بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محور البلدية بشارع فلسطين في منطقة مخيم اليرموك، بالتزامن مع قصف من القوات النظامية على منطقة الاشتباك ومناطق أخرى في المخيم. إلى ذلك، قُتل تسعة أطفال وأصيب آخرون بجروح إثر سقوط قذائف هاون على مدرسة في حي القصاع ذي الغالبية المسيحية وسط دمشق، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري. وقال التلفزيون: «ارتفعت حصيلة ضحايا استهداف الإرهابيين (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) مدرسة يوحنا الدمشقي بقذائف هاون إلى تسعة شهداء جميعهم أطفال وإصابة 27 آخرين». وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أفادت في وقت سابق عن اصابة 11 طفلاً في الهجوم على هذه المدرسة. إلى ذلك، سقطت قذيفة أخرى على «حافلة لنقل الطلاب في باب شرقي، وأسفرت عن إصابة خمسة أطفال ومواطنين آخرين بجروح»، وفق «سانا» التي أشارت إلى «وقوع أضرار مادية في كنيسة الصليب المقدس في حي القصاع نتيجة سقوط قذيفتي هاون»، في حين أصابت قذيفة أخرى كنيسة الكيرلس في الحي نفسه، من دون أن تؤدي إلى إصابات. وفي شمال سورية، سيطرت القوات النظامية على معظم المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي ما قد يمهد لإعادة فتح أبوابه المغلقة منذ حوالى عام، وفق ما أفاد مصدر عسكري سوري وكالة «فرانس برس». وأضاف المصدر: «أن كل المناطق جنوب شرقي المطار باتت في يد الجيش»، مشيراً إلى أن «إعادة تشغيل المطار باتت ممكنة». يأتي ذلك غداة استعادة القوات النظامية السيطرة على قاعدة عسكرية استراتيجية تعرف باسم «اللواء 80»، مكلفة حماية المطار المتوقف عن العمل منذ كانون الثاني (يناير) الماضي التي كان مقاتلو المعارضة يسيطرون عليها منذ شباط (فبراير) الماضي. وحققت القوات النظامية في الأسبوعين الماضيين تقدماً في الريف الجنوبي الشرقي لحلب كبرى مدن الشمال، لا سيما من خلال استعادة مدينة السفيرة الاستراتيجية الواقعة على الطريق بين حلب ووسط سورية. وأوضح المصدر العسكري أن القوات النظامية باتت «تسيطر على الطريق الممتدة من حلب إلى السفيرة» البالغ طولها قرابة 30 كيلومتراً. ووفق وسائل الإعلام الرسمي و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تمكنت القوات النظامية من استعادة السيطرة على بلدة تل عرن الواقعة إلى الشمال من السفيرة، وعلى الطريق الممتد إلى حلب. وقالت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات السورية أمس: «إن الجيش النظامي اقترب عبر عملياته العسكرية الأخيرة، من إحكام قبضته في شكل نهائي على خطوط إمداد مسلحي حلب المقبلة من الريفين الشمالي والشرقي عبر تركيا». وأوضح المصدر العسكري أن القوات النظامية تريد فك الحصار الذي يفرضه مقاتلو المعارضة منذ ثمانية أشهر حول مطار كويرس العسكري الواقع إلى الشرق من السفيرة. وقال «المرصد» إن انفجاراً هز مدينة عين العرب التي تقطنها غالبية كردية، مع ورود معلومات عن «تفجير رجل نفسَه بعربة مفخخة بالقرب من مبنى الهلال الأحمر الكردي، ما أدى إلى انهيار المبنى بالكامل، وسقوط ما لا يقل عن خمسة قتلى وعشرات الجرحى». وأضاف: «أن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) هاجموا ليل الأحد - الاثنين مراكز «وحدات حماية الشعب الكردي» في محيط قرية قسطل جندو في ريف مدينة عفرين في حلب قرب حدود تركيا، ما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين». إلى ذلك، أعلن «لواء التوحيد» أحد أكبر الكتائب المعارضة في حلب، أنه بعد التنسيق مع باقي الفصائل قرر فرض حظر للتجول في حلب من السابعة مساء حتى السابعة صباحاً من كل يوم. وأضاف في بيان أن هذا جاء «نظراً للظروف التي تمر بها مدينة حلب من تطورات عسكرية واختراقات أمنية وحفاظاً على سلامة الإخوة المواطنين ونجاح العمليات العسكرية للثوار على كافة الجبهات في داخل المدينة وخارجها».