بعد أكثر من 20 سنة قضاها الإعلامي المصري مفيد فوزي في التنقيب عن مشاكل المجتمع ودق أبواب المسؤولين بجرأة بحثاً عن حلول لهذه المشاكل، قرر بعد اندلاع ثورة «25 يناير» أن ينزع عباءة المحاور مفضلاً أن يغوص في بحور الشخصية الإنسانية عبر برنامجه التلفزيوني «مفاتيح» الذي تعرضه قناة «دريم». يقول مفيد فوزي: «بعد اندلاع «ثورة يناير» قرر التلفزيون المصري الاستغناء عن خبراتي من دون إبداء أي أسباب، إذ لم أبلغ بشيء من وزير الإعلام لأنه لا يجرؤ أن يناقشني في أمر كهذا، والأمر ذاته يُقال بالنسبة الى رئيس التلفزيون ورئيس قطاع الأخبار، لكنّ الشخص الوحيد الذي أخبرني بشأن الاستغناء كان أحمد معوض مخرج برنامج «حديث المدينة» الذي نبهني أن هناك بعض الأقاويل تترد حول ضرورة ان أبحث عن راعٍ للبرنامج أو معلن ليستمر «حديث المدينة»، لكنني رفضت الفكرة وفضلت البقاء في منزلي لأفكر ماذا يجب أن أقدم في هذه المرحلة من عمري، فكل شيء من حولنا يتغير. وكنت سأكون أضحوكة لو نزلت الشارع مرة أخرى لتوجيه الحكومة أو انتقادها». وعن انتقاله الى «دريم» يقول: «اتصل بي المهندس أسامة الشيخ وأخبرني بأنه كان يتمنى دوماً أن تكون لي مشاركة في القنوات المتخصصة لكنّ المسؤولين عن قطاع الأخبار حذروه من الاقتراب مني، ومع استغناء التلفزيون الرسمي عني رأى أن الوقت مناسب لهذه الخطوة التي تعطي دفعة لقنوات دريم». ويتابع: «أخبرته أنني كمفيد فوزي المواطن أفضل أن أجلس في المساء لأشاهد برنامجاً دسماً بمعلوماته، يلعب في رأسي، ويناقش الحياة، لذلك أفضل أن أقدم برنامجاً يحتوي على كثير من الإنسانية، قليل من السياسة. اردت برنامجاً يحل مفاتيح الشخصية، وأركب من خلاله قارباً ومعي مجاديفي لأبحر في أعماق النفوس البشرية والشخصيات التي قد يكون عليها بعض الاختلافات. ووقع اختيارنا على اسم «مفاتيح»، وكانت الحلقة الأولى مع المستشار مرتضى منصور، الشخصية التي اختلف عليها كثر، لكنني حاولت إبراز الآخر في حياة مرتضى، فاستضفناه وسط أسرته وأولاده وزوجته وأحفاده، وكنا نخشى مما سيخرج من لسانه، لكنّ المفاجأة أنه لم يتلفظ بكلمة خارجة عن الآداب، وظهرت للمرة الأولى وأنا أرتدي الجلباب وأجلس على الأرض مع مرتضى منصور في مسقط رأسه». ويؤكد فوزي أن الهدف الأساسي من البرنامج هو التأكيد على مبدأ أن الناس تعيش حيوات الناس، «وما شجعني على ذلك أنني من أشد المحبين لكتب التراجم الشخصية وهذه فرصة أن أعمل تراجم مرئية للشخصية. وبعد بداية عرض البرنامج أخبرني المهندس أسامة الشيخ أن هناك أجهزة تجري تقارير على البرنامج وأنه حصل على 10 نقاط وهذا نادر جداً لأنه برنامج جديد. وسعدت انه حصد الكثير من الشهرة بهذه السرعة، والسبب بكل بساطة هو أنني وضعت تجربة العمر كلها فيه، فبعدما كنت أظهر في «حديث المدينة» لأقول «أسمحلي أسألك وأحرجك؟ الآن أصبحت أقول لن أسألك سأتركك أنت تقول ما تريد». فما أريده هو الآخر الذي لا يعرفه الناس وسيتوقف نجاح الحلقات على تبحري في عالم الشخصية». وعن أسباب ظهور البرنامج بعد أحداث «30 يونيو» يقول فوزي: «لا يوجد أي علاقة، ولو كان البرنامج انتهى تجهيزه في عصر «الإخوان»، لكان سيخرج الى الهواء من دون التطرق إلى أحد منهم لا من قريب أو بعيد». وعن رؤساء مصر وأيهم كان يتمنى ان يحاوره لو قدّر له ذلك في برنامجه الجديد «مفاتيح» ليكشف الستار عن خفايا شخصيته، يقول: «الرئيس مبارك وسيكون سؤالي الأول له: لماذا هذا العناد الذي أوصلنا إلى هذه النقطة الفارقة في الحياة؟ كان بإمكانك يا ريس في مناسبات كثيرة ترك الانتخابات بنزاهة ليشترك فيها جمال مبارك تحت رقابة دولية؟ وأعتقد بأن «مفاتيح» باستطاعتها أن تبرز جوانب جديدة في شخصية مبارك وهي الطيبة المطلقة فهو مثال للطيبة لأن العنيد دائماً طيب. أما المخلوع محمد مرسي فأتمنى لو حاورته أن تتوقف الكاميرات عن العمل، ولا يكون هناك حوار من الأساس». ويختم مفيد فوزي حديثه عن الشخصية التي ستكون مفاجأة للجمهور: «هو شخص عادي، أب لأسرة مكونة من زوجة وأولاد ودخله محدود. وأريد من هذه الحلقة أن أثبت حقيقة أنه ليس بالنجم وحده ينجح المحاور، والدليل أن إحدى حلقات برنامجي استضفت فيها أسرة كفيفة لكي أعرف كيف تعيش وكيف تزور أسرة كفيفة الأخرى وهل تغار الزوجة على زوجها والحلقة كانت أكثر من رائعة بسبب المشاعر الإنسانية التي لمسها المشاهد».