في الكالتشيو صار أمراً عادياً أن ينتقل اللاعب من إنتر إلى ميلان، ولم يعد ذلك يثير حفيظة أحد، بعد أن كانت الحروب بين الطرفين مفتوحة دائماً بمجرد أن تتحدث صحيفة عن احتمال انتقال لاعب موراتي إلى فريق بيرلسكوني أو العكس، لكن هدأت الأمور وصار اللاعب الأزرق يتحول إلى أحمر فيناله كثير من اللوم والشتم، وينسونه في اليوم الموالي.. ربما لأن مستوى الاحترافية في الغريمين بلغ الحد الذي جعل اللاعبين الأجانب يشكلون ثلاثة أرباع إنتر أو ميلان، فلم يعد الطليان يشعرون بأنهم معنيون بما يجري.. في إسبانيا الأمر مختلف تمامًا، وبخاصة بين الريال وبرشلونة، فالتخوين والاتهام ببيع الذمة هما عنوان الحرب المعلنة بين الفريقين. فانتقال لويس فيغو من برشلونة إلى القلعة البيضاء لم ينته إلى اليوم، ويعتبر أسوأ ذكرى بالنسبة للبراشلة الذين لم يكونوا ينتظرون أن النجم الذي لعب تحت ألوانهم خمسة مواسم يرحل إلى الغريم التقليدي ريال مدريد ليلعب له أيضاً خمسة أعوام كاملة، فيصفق له أنصار الملكي لأنه طلق ألوان برشلونة، ويشتمه عشاق الميرنغي وينسون خدماته لفريقهم، لأنه اختار اللعب ضمن صفوف الخصم التاريخي.. وبين هؤلاء وهؤلاء سيكمل فيغو 10 أعوام في الليغا داخل حرب في المدرجات والصحف، ثم يحمل متاعه ويرحل إلى إيطاليا ليترك النقاش دائرًا بين أنصار لا يعرفون النسيان.. هذه الأيام عادت حكاية فيغو في شكل آخر، وربما ستكون الأعنف، لأن الأمر يتعلق بتحريض مفضوح من إدارتي روسل وبيريز، فرئيس برشلونة يلمح من خلال قنوات مختلفة إلى أنه لن يتردد في جلب كاسياس إذا كان جاهزاً لتطليق الريال، وبيريز يرفع السقف عالياً ويرسل رسائله القوية تجاه ميسي، مؤكدا أنه مستعد لدفع 250 مليون يورو، وهي تعادل موازنة 10 دول أفريقية فقيرة، وعلى الناس نسيان صفقة بال التي أسالت كثيراً من الحبر.. هذا التحرش المكشوف بين رئيسين ينتمي كل منهما إلى جناح سياسي متطرف، فروسل لا يمكن له ألا يكون من دعاة انفصال كاتالونيا التي يبقى فريقها أداة من أدوات التعبير عن تلك السياسة بالفوز المستمر، في حين يمثل بيريز جناح الملكيين الذين يسعون إلى جعل الريال قلعة الوحدة الإسبانية القادرة على هزم الجميع.. لكن برشلونة يبعد النوم عن عيني الرجل الذي لا يعنيه إن انهزم أمام رايو فايكانو قدر فوزه على الغريم.. برشلونة. كاسياس لم يقلها صراحة، لكنه يأمل في الرحيل عن الريال الذي أدار له ظهره في عمر من الوفاء، ولم يقل إنه سيذهب إلى برشلونة لأن ذلك يعني تدمير تاريخ من المجد والألقاب والمكانة الرفيعة، لهذا فإنه لن يلعب لبرشلونة، وسيذهب، إن ذهب، إلى حيث لن يرفع جمهور الريال في حضوره المناديل البيضاء.. أما ميسي، فلا أعتقد أنه سيلعب للريال وينقلب عن الفريق الذي أعاده إلى الحياة سوياً بعد أن أنفق عليه من خزينته ما جعل نموه طبيعياً، ويمنحه المكانة العالية بين نجوم كبار، فهو لا يستطيع بيع أبيه في سوق الميركاتو.. ولينعم بيريز بملايينه، ما دام ميسي ينعم بعصر ذهبي في.. العالم. [email protected]