أبدلت وزارة الصحة سياستها باستقبال الراغبين في التخلص من التدخين، إلى ذهابها هي إليهم، من خلال العيادات المتنقلة التي نشرتها في المجمعات والأماكن الأكثر ارتياداً. وتستقطب هذه العيادات المتنقلة أعداداً أكبر من العيادات في مقرها الثابت، سواءً من الرجال أم النساء. إلا أن الرجل يعد «أكثر جرأة وشجاعة» في التوجّه لعيادة مكافحة التدخين. فيما يمنع المرأة «الخجل والفضيحة»، بعد أن واجهت المرأة المدخنة هجوماً على مواقع التواصل الاجتماعي، بوصفها «مُسترجلة». فيما يحجم الكثير من الشبان من الزواج من «مدخنة»، إما لكونها «لا تمثل قدوة للأبناء»، أو بسبب «العادات والتقاليد». وكشفت دراسة أن «16 في المئة من الجنسين يدخنون في المنزل، و47 في المئة منهم يشترون السجائر من المتاجر، و77 في المئة يشترون منتجات التبغ من متاجر لا تمانع في البيع لصغار السن». كما أن النساء المدخنات في سن المراهقة عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 70 في المئة عن غير المدخنات، وتراوح أعمار المقبلات على التدخين بين 15 و 25 عاماً. ويشرف البرنامج العلاجي لمكافحة التدخين، الذي تتبناه وزارة الصحة على عدد من الأعمال التوعوية وسلسلة من العيادات تقدم خدمات علاجية وتوعوية للمواطنين في مختلف أنحاء المملكة. وبلغ عدد المراجعين 7200 منهم 994 مراجعاً للعيادات الثابتة، و6206 مراجعين للمتنقلة. من بينهم 5545 مراجعاً من فئة الرجال، و661 مراجعاً من فئة النساء. وضمن المرحلة الأولى من العيادات المتنقلة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، «يفتتح برنامج مكافحة التدخين، عيادات متنقلة عدة، في عدد من المدن للمرة الثانية والثالثة خلال هذا العام، إذ تم افتتاح عيادة في الطائف، وأخرى في جازان، وثالثة في الرياض». ودعا برنامج مكافحة التدخين الجميع ل«الاستفادة من هذه العيادات بشقيها التوعوي والعلاجي». وأوضح المشرف على برنامج مكافحة التدخين الدكتور علي الوادعي أن «العيادات توفر مجموعة متكاملة من الخدمات التوعوية، والاستشارات الطبية، والخدمات العلاجية التي تقدم مجاناً للمدخنين من الجنسين لمساعدتهم في الإقلاع عن التدخين». وتستقبل العيادات المراجعين في «محطة الاستقبال المخصصة، وتسجل بياناتهم التي يتم التعامل معها بمنتهى السرية، ثم توجيه المدخن إلى محطة التمريض لقياس العلامات الحيوية مثل النبض، والحرارة، وضغط الدم، بعدها يدخل إلى واحدة من ثلاث عيادات، يوجد بها أطباء متخصصون، للفحص وتقديم المشورة الطبية، ثم وصف وصرف البرنامج العلاجي المناسب وفقاً لحالة كل مراجع على حدة، وجميع الخدمات تقدم مجاناً لكلا الجنسين، كما خصصت العيادات قسماً خاصاً بالنساء يتميز بالخصوصية والتعامل بمنتهى السرية، ويعمل به طاقم طبي نسائي يوفر مجموعة متكاملة من الخدمات التي تقدم مجاناً للمدخنات لمساعدتهن في الإقلاع عن التدخين». ويدعم «العيادة» أيضاً «مركز اتصال يقوم بالاتصال الدوري بالمراجعين، ومتابعة تطور حالاتهم، وتوجيههم لكيفية استكمال برنامج العلاج والحصول عليه». وأكد الوادعي أن «تفعيل آمال وطموحات وزارة الصحة في جهود مكافحة التدخين ليست محصورة على الوزارة، وإنما هي جهود تتكامل وتتساند فيها الجهات الحكومية الأخرى وصولاً لقيام الكل بدوره المأمول، وتحقيقاً للأهداف المنشودة». ووضع إحصاء أصدرته وزارة الصحة، المدخنين بالمملكة في «المرتبة 29 عالمياً من ناحية العدد، والبالغ عددهم تسعة ملايين مدخن في نهاية 2010، ويحتل طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية من إجمالي العدد نسبة 27في المئة من المدخنين». وأشارت آخر الإحصاءات أن نسبة ما ينفقه الشعب السعودي يومياً على التدخين يصل إلى قرابة 45 مليون ريال، بينما يصل المبلغ السنوي الذي يتم صرفه بسبب التدخين إلى ما يزيد على 16.5 بليون ريال». وتوقعت دراسة أخرى أن« يقتل التدخين أكثر من ثمانية ملايين شخص بحلول 2030، من بينهم مليونان ونصف مليون امرأة».