شهدت مصر أمس تظاهرات محدودة في عدد من المناطق، فبينما نفّذ طلاب جماعة «الإخوان» في عدد من المحافظات وقفات احتجاجية ومسيرات تلبية لدعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية» الذي دعا إلى تظاهرات ل «تحية صمود الرئيس» خلال محاكمته. غير أن تلك التظاهرات توارت من حيث عدد المشاركين فيها والزخم المصاحب لهم، خلف احتشاد المئات من مشجعي كرة القدم «ألتراس أهلاوي» أمام دار القضاء العالي في قلب العاصمة احتجاجاً على حبس 25 من زملائهم على ذمة أحداث العنف التي جرت في محيط مطار القاهرة الدولي. وظهر جلياً أن تظاهرة «الألتراس» فاقت تجمعات «الإخوان» عدداً وتأثيراً، لا سيما وأنهم تجمعوا أمام مقر النادي الأهلي في منطقة الجزيرة وجابوا الشوارع في مسيرات وصلت إلى دار القضاء العالي ما أدى إلى شلل مروري في قلب العاصمة، قبل أن تنتهي المسيرة وتعود حركة المرور لطبيعتها. وكانت مسيرة «رابطة ألتراس أهلاوي» تطالب بالإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم و «القصاص لشهداء أحداث ملعب بورسعيد». واحتجز 25 من أعضاء الرابطة على خلفية اشتباكات وقعت في مطار القاهرة الدولي مع قوات الشرطة، خلال استقبالهم لبعثة فريق كرة اليد العائد من المغرب بعد حصوله على المركز الثاني في البطولة الأفريقية في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. في غضون ذلك، تصدّر قانون تنظيم التظاهر نقاشات مجلس الوزراء، في اجتماعه أمس برئاسة حازم الببلاوي، إضافة إلى الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد. وتسعى الحكومة إلى تمرير قانون التظاهر بعدما لبّت تعديلات كانت طلبتها قوى سياسية وحقوقيون، قبل انتهاء المدة المخصصة لفرض حال حظر التجوال، والمقررة يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر). وفي سيناء واصلت القوات المسلحة توجيه ضرباتها الأمنية ضد «الأوكار والبؤر الإجرامية» والتصدي لعمليات التسلل والتهريب، وفق ما أفادت مصادر رسمية. وقام جنود من الجيش الثاني الميداني تدعمهم أجهزة الشرطة المدنية وتشكيلات من الأمن المركزي، بدهم وتمشيط 55 مقراً لمن يوصفون ب «التكفيريين» بعدد من القرى التابعة لرفح والشيخ زويد والعريش. وقبضت قوات الأمن على 11 من العناصر المشتبه فيهم ومن بينهم 5 فلسطينيين، كما ضبطت 10 عربات و15 دراجة نارية غير مرخصة، ودمّرت 9 منازل تستخدمها «العناصر التكفيرية».