استغرب أعضاء شرف نادي الاتحاد من تأخر إصدار الموازنة الخاصة (المركز المالي) بالإدارة الحالية برئاسة محمد فايز، ليتمكنوا من الاطلاع وإبداء آرائهم وملاحظاتهم عليها في الجمعية العمومية المزمع انعقادها 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، إذ لم توجه الإدارة الاتحادية دعواتها إلى أعضاء الشرف لحضور الجمعية المتبقي على عقدها أقل من أسبوعين. وأوضح عضو الشرف والخبير في الشأن المالي منير رفه ل«الحياة» أنه لم يتلقَ الدعوة ولا صورة من الموازنة، مشيراً إلى أن اللائحة الموضوعة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب والتي تتضمن إرسال الدعوة إلى أعضاء الشرف مع صورة المركز المالي وجدول أعمال الاجتماع قبل انعقاد الجمعية العمومية بشهر، وقال: «غير أن الدعوة والموازنة لم تصل إلينا، باعتبارنا أعضاء شرف لنتمكن من إبداء ملاحظاتنا، إلا أنه ذلك لا يمنع من انعقاد الجمعية العمومية لكنه خطأ إجرائي لا يؤثر في صحة انعقادها». واستطرد: «المشكلة ذاتها تكررت في الجمعية العمومية الأخيرة، إذ تم توزيع صورة الموازنة على أعضاء الشرف الحاضرين قبل بدء الاجتماع، ما أضاع فرصة البحث ودراسة وفحص ما قدمه المحاسب القانوني، وعلى رغم ذلك نظرنا في الاجتماع الماضي للمركز المالي وأبدينا ملاحظاتنا وطلبنا من رعاية الشباب عدم إخلاء ذمة المجلس الأسبق ولم يتم حتى الآن الرد من رعاية الشباب». وفندّ رفه الذي عمل في إدارة أحمد مسعود أميناً للصندوق أسباب وصول نادي الاتحاد إلى الأزمة المادية التي يعاني منها في الفترة الحالية، إذ شدد على أن غياب الرقابة على أعضاء مجالس الإدارات المتعاقبة أحد أهم الأسباب في ما يعانيه النادي، وأضاف: «من المفترض أن تتولى الرئاسة العامة لرعاية الشباب دور الرقابة على مجالس إدارات الأندية كي لا تتراكم الديون عليها هذا من جهة، كما أن غياب المهنية في تسجيل الحسابات من جهة أخرى يشكل معضلة كبرى، إضافة إلى ذلك غياب ثقافة التطوع في بعض مجالس إدارات الأندية، فأمين الصندوق يجب أن يكون ملتزماً ولديه القدرة المهنية»، ولكنه رفض قصر المشكلات على الاتحاد فقط فزاد: «أندية أخرى لديها عشرة أضعاف مشكلات الاتحاد، لكن الأضواء لا تسلط عليها بالقدر ذاته، وأنا متأكد بأن أندية كبيرة في السعودية لا تقدم مركزها المالي ولا يتم إصداره ومناقشته، لكن مناقشة المركز المالي تحدث في الاتحاد وهي ميزة كونها تمنح الجميع حق التحدث، الأمر الذي لا نراه في الأندية الأخرى، وربما أنها طبيعة الاتحاد في التعاطي مع ثقافة الحوار». ولا يتفق رفه مع الآراء المطالبة بتشكيل إدارة جديدة تتولى على حد وصف متبني الفكرة إنقاذ النادي وإخراجه من أزمته الحالية، إذ يوضح أن الاتحاد عانى في الفترة الماضية من تغير الإدارات الموقتة وقال: «علينا قبل تشكيل إدارة معرفة مدى قدرة الإدارة الحالية على الاستمرار أو فسح المجال لإدارة جديدة تستطيع دفع 70 مليون ريال، مع ضمان عدم تكرار المشكلة في الأعوام المقبلة»، وتابع: «غياب أعضاء الشرف غير الممولين للاتحاد فعندما غاب عضو شرف يدعم بعشرات الملايين، وعضو شرف يملك من الكاريزما ما يساعد في إيجاد هيبة شرفية، والاتحاد عانى من غياب الشخصية الكبيرة التي حافظت على الهيبة الشرفية أعواماً». وبسؤالنا عن الشخصية التي لعبت دوراً مهماً في القاعدة الشرفية، كشف رفه عن أن رئيس أعضاء الشرف الأسبق إبراهيم أفندي كان له من الوضع والوجاهة الاجتماعية ما أسهم في جلب أعضاء داعمين للنادي واستقراره، وزاد: «لا أرى حلاً قريباً في الأفق، إلا إذ تم إيجاد رئيس قادر على دفع الملايين، كما أنني لا أحمّل الإدارة الحالية المشكلات كافة لكنها تأخرت كثيراً في عقد الرعاية، كما أنني أستغرب تجاهل الشركات السعودية واجبها الوطني وتوجهها لدعم أندية أوروبية، ولا أفهم حقيقة العائد الاجتماعي من رعاية شركة اتصالات نادياً إنكليزياً ولو كان الراعي شركة طيران لتقبلنا ذلك».