تراجعت العقود الآجلة لخام «برنت» لتقترب من أدنى مستوياتها في أربعة أشهر، غير أن المخاوف من توقف طويل الأمد لصادرات النفط الليبية ساهمت في استقرار الخام فوق 106 دولارات للبرميل. واندلعت اشتباكات عنيفة أمس في العاصمة طرابلس في أحدث اضطرابات تشهدها الدولة العضو في منظمة «أوبك»، ما يبرز عجز الحكومة عن السيطرة على المسلحين. ولقي النفط دعماً من تكهنات بتوقف الصادرات لفترة طويلة في حين تتوقع شركات التكرير زيادة الإنتاج لتلبية الطلب في فصل الشتاء. وزاد «برنت» خمسة سنتات إلى 106.28 دولار للبرميل بعد أن هوى أول من أمس إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر عند 105.13 دولار. ولم يطرأ تغير على سعر الخام الأميركي واستقر عند 94.62 دولار بعد أن نزل إلى أقل مستوى في أربعة أشهر في وقت سابق من الجلسة. إلى ذلك، رفضت إيران دفع بليوني دولار لباكستان في مقابل مد القسم الباكستاني من أنبوب الغاز بين البلدين والذي سيدخل حيز الخدمة نظرياً في نهاية 2014. وقال نائب وزير النفط الإيراني، علي ماجدي، وفق وكالة «فارس للأنباء»: «لم نقطع أي تعهد بدفع بليوني دولار لباكستان مقابل مد أنبوب الغاز في الجانب الباكستاني». وأضاف: «الباكستانيون في حاجة إلى الغاز الإيراني وعليهم تسريع الأشغال»، بينما يواجه المشروع الذي أُطلق في 2010 مشاكل تمويل في باكستان. وفي مطلع تشرين الأول (أكتوبر) طلبت إسلام آباد من إيران مساعدتها بحوالى بليوني دولار، ما أجاب عليه وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنقانة بالقول إنه «لا يشعر بوجود أمل كبير لتصدير الغاز إلى باكستان». وأردف: «بالنسبة إلى الباكستانيين، فإن دفع غرامات مقابل عدم احترام العقد أو استيراد الغاز الإيراني لا يغير شيئاً، فهم في الحالتين لا يملكون الأموال للدفع». لكن وزير النفط الباكستاني نفى وجود «أي خطر للتخلي عن المشروع لأن البلد في حاجة إليه». يذكر أن الأشغال التي انطلقت على رغم الضغوط التي مارستها الولاياتالمتحدة على إسلام آباد، والتي تهدف إلى عزل إيران لدفع طهران إلى العدول عن نشاطاتها النووية، أُنجزت تقريباً في إيران لكن باكستان لم تبدأ بعد ببناء 780 كيلومتراً من البنى التحتية المتوقعة من جانبها. ولإزالة العقبات من أمام المشروع، وافقت إيران مع ذلك على تقديم 500 مليون دولار. ويبلغ طول أنبوب الغاز هذا 1800 كيلومتر بين حقل غاز «ساوث بارس» البحري في إيران و «نوابشاش» شمال كراتشي. ومن شأنه أن يسمح لإيران بتسليم 21 مليون متر مكعب من الغاز يومياً اعتباراً من كانون الأول (ديسمبر) 2014 إلى باكستان التي تواجه أزمة في مجال الطاقة تهدد قطاعها الصناعي وتثير غضب السكان كل يوم. وتعتزم إسلام آباد إنتاج 20 في المئة من الكهرباء بفضل الغاز الإيراني. وإيران التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث احتياط الغاز، تطوّر إنتاجها بسرعة وهي في حاجة حيوية لتصديره.