تكثر دعوات المقاطعة العشوائية والمنظمة في المملكة، ويقوم بعض الهواة بإنشاء مواقع خاصةٍ بمقاطعاتهم المختلفة بعد أن تتمخض تلك المواقع الالكترونية عن مسمياتٍ خاصةٍ بالمقاطعة ونوعها وحجمها ومدى تأثيرها، وقد تزود المقاطعة بأرقامٍ وإحصاءات الله أعلم بصحتها! وكانت باكورة حملاتهم الدعوة لمقاطعة شركة الاتصالات السعودية، قبل أن تلحقها دعوات مقاطعةٍ أخرى، لعل من أشهرها حملة مقاطعة البضائع الدنماركية – على خلفية الرسوم المسيئة - وكانت الأقوى والأشد فاعلية على مستوى الإعلام المحلي والعالمي، ثم توالت حلقات المقاطعة للبضائع الأميركية نصرةً للإخوة الفلسطينيين، لتتطور المقاطعة للهم المحلي بشعار خلوها تصدي! ويقصد بها وكالات السيارات الأميركية واليابانية التي لم تُخفض أسعارها أمام المستهلك! تتردد صدى مقاطعةٍ جديدةٍ هذه الأيام أسماها أصحابها: خلوها تغبر! مقاومةً لفيروس أنفلونزا الخنازير، ويقصد بها مقاعد الدراسة، ما الذي ستفسر عنه هذه الدعوة؟! طائفة أخرى ابتكرت مسميات جديدة لمقاطعاتها المقترحة، إذ رفع أحدهم عقيرته احتجاجاً على غلاء المهور وهدد ذوات الخدور بمقاطعة الزواج تحت شعار: خلوها تعنس! وكانت ردة الفعل التهديد بمقاطعةٍ للذكور بشعار: خلوه يعفن! ولا أدري حقيقةً هل سيطاول أصحاب الشنبات العفن إن لم يتزوجوا؟! هاوٍ جديدٍ لسلك المقاطعة اخترع شعاراً مبتكراً بعنوان: خلوها والسلام! في حين رد عليه طفيلي في أحد المنتديات بقوله وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته! حتى في قضايانا المصيرية نميل للمزاح والطرفة وإسقاط الطرف الآخر، وفي المقابل يميل الطرف الآخر لاستعراض القوة دون أن تلوح في الأفق بوادر حل أزمةٍ، يكفي أن يدرك البعض أن غاندي نجح في انتزاع استقلال الهند بدعوات المقاطعة التي أجبرت البريطانيين على الرحيل والإذعان لكل الشروط، في حين نختلف نحن على أبسط قواعد الخلاف! [email protected]