دق «ملتقى السلامة المرورية»، الذي انطلق أمس، في المنطقة الشرقية، ناقوس الخطر، محذراً من تنامي خسائر السعودية، البشرية والمادية، جراء الحوادث المرورية. وذكر مشاركون في الملتقى الذي يستمر 3 أيام، أن المملكة تعتبر من الدول ذات النسب العالية في الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية. واستقطب الملتقى الذي دشنه أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، بعنوان «شراكة وطنية ومسؤولية اجتماعية»، مسؤولين ومختصين في مجال السلامة المرورية، وباحثين وعلماء ومختصين من جامعات ومؤسسات علمية محلية وعربية وعالمية. فيما استقبل الملتقى نحو 100 ملخص، تمت الموافقة على 38 منها. كما تم قبول 21 بحثاً كاملاً، تم تحكيمها في شكل «علمي ودقيق»، لمناقشتها في جلسات الملتقى، وتضمينها في كتاب أبحاث الملتقى، وعرض 17 محاضرة متخصصة لمتحدثين رئيسين من داخل المملكة وخارجها، لعرض تجاربهم في تطبيق المشاركة الوطنية والمسؤولية الاجتماعية لتحسين مستوى السلامة المرورية. وستقام على هامش الملتقى ثلاث دورات في مجالات مختلفة في السلامة المرورية، واحدة للمهندسين، وأخرى لرجال الأمن العاملين في الميدان، والأخيرة لسائقي النقل الجامعي للطالبات، إضافة إلى ثلاث محاضرات لمهندسي السلامة المرورية، ومحققي الحوادث المرورية، والأخيرة عن التوعية المرورية وكيفية تغيير السلوك الشخصي إلى القيادة الآمنة. بدوره، أكد أمير الشرقية، أهمية خفض الحوادث الجسيمة، معتبراً ذلك «مطلباً رئيساً، في ظل كثرة الحوادث المرورية»، مشدداً على «تسخير كل الإمكانات، وتطبيق استراتيجيات السلامة المرورية في الحفاظ على الممتلكات والأرواح من خطر الحوادث المرورية». وقال سعود بن نايف، في كلمة ألقاها في تدشين الفعاليات: «إن الجهات المعنية في المنظومة المرورية تولي أهمية بالغة بوسائل التوعية والإرشاد المستمرة، مقرونة بآليات الضبط لتطبيق الأنظمة والقوانين. إلا أن هذا الدور يتطلب تعاوناً جدياً مع جميع الجهات الحكومية والمؤسسات والهيئات ذات العلاقة، لنقل مفهوم السلامة المرورية إلى سلوك يتحلى به كل قائد مركبة، ومرتاد طريق»، مؤكداً دور الجامعات، والمدارس، والباحثين، والإعلام، ومؤسسات المجتمع المدني، في التوعية المرورية وغرس قيم واحترام القوانين وقواعد السلامة المرورية. كما أن لأئمة المساجد والأباء دور في تعليم الأبناء حق احترام الطريق». بدوره، قال مدير جامعة الدمام رئيس اللجنة العليا للملتقى الدكتور عبدالله الربيش: «إن المملكة تعتبر من ضمن الدول ذات النسب العالية في عدد الوفيات، ما يتطلب العمل بشكل سريع، وبطريقة منهجية، ووفق استراتيجية محددة الأهداف القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى، للحد والوقاية من هذه الحوادث، والوصول إلى بيئة مرورية آمنة». وأشار الربيش، إلى «عدم وضوح العلاقة بين الجهات المعنية بالسلامة المرورية، ما يستدعي خلق أكبر قدر ممكن من التنسيق والعمل المشترك، ما تطلب تأسيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية في جامعة الدمام، واتخاذ «الشراكة الوطنية والمسؤولية الاجتماعية» عنواناً لهذا الملتقى، لبناء استراتيجية مرورية تتبنى الشراكة الوطنية والمسؤولية الاجتماعية، لحشد جهود الجميع وعمل الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتفعيل التنسيق والتعاون بينهما وتنمية إحساس المواطنين والمقيمين بمسؤوليتهم، تجاه تعزيز مستوى السلامة المرورية ونشر الوعي المروري». ولفت إلى إنشاء «قسم هندسة النقل والمرور، وستبدأ الدراسة فيه العام المقبل. فيما يتم التنسيق حالياً، مع هيئة الهلال الأحمر السعودي. فيما تم الرفع لاستحداث قسم الخدمات الطبية الطارئة لتأهيل المسعفين، من حملة البكالوريوس. كما قامت «أرامكو السعودية»، بتمويل كرسي بحثي خدمي في الجامعة، للسلامة المرورية، إذ يتم حالياً، إجراء أبحاث ودراسات لعدد من الطرق والتقاطعات المهمة في المنطقة، وتقديم عدد من برامج التوعية وورش العمل». من جهته، أوضح رئيس شركة «أرامكو السعودية» كبير إدارييها التنفيذيين خالد الفالح، أن الملتقى يستهدف «معالجة قضية تشكل ضرورة وطنية ملحة، فكل ما يبذل حيال السلامة المرورية إلى الآن، أسهم في الحدّ من تفاقم هذه المشكلة. ولكنه لم ينجح في وقف هذا النزف المؤلم، وغير المقبول». لافتاً إلى «الممارسات التي نراها على الطرق، والتي تذكرنا بفداحة المخاطر، وبعظم الخسائر وحجم المسؤولية على عاتقنا جميعاً، لنفعل كل ما يمكن لإيقاف هذه الأخطار». وأشار الفالح، إلى التعاون والتنسيق ووضع الحلول والإجراءات لمعالجة المشكلات المرورية، من خلال «إنشاء لجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية، للوصول إلى حلول فعالة لهذه المشكلة العصية. وكان من أبرز منجزات هذه اللجنة وضع مبادرة من 4 أبعاد، من المفترض أن تتكامل في النهاية لتهيئ الوضع المروري السليم في المنطقة، ومن ثم نقل هذه التجربة إلى بقية مناطق المملكة».