تسببت الحملة التفتيشية على المخالفين لنظام الإقامة والعمل التي انطلقت أمس في مختلف المناطق في تحويل عدد من المعلمين والطلاب إلى عمال نظافة في عدد من مدارس البنين بمنطقة حائل بعد خلوها من عمال النظافة، ما أثار استياء المعلمين والطلاب فيها، مطالبين إدارة التعليم بسرعة إيجاد حل للمشكلة. وأوضح معلم في مدرسة ابتدائية (تحتفظ «الحياة» باسمها)، أن المدارس لم تتحرك في وقت باكر لحل مشكلة خلوها من عمال النظافة على رغم أن مهلة التصحيح الأخيرة كانت كافية للبحث عمن يتولون مهمات إعداد القهوة والشاي وتنظيف المدارس، مشيراً إلى أن المعلمين وطلابهم تحولوا أمس إلى عمال نظافة في ظل خلو المدرسة من ثلاثة من العمال الذين اختفوا فجأة مع انطلاق حملة التفتيش عن المخالفين. وقال طالب في الصف الثالث متوسط (رفض الكشف عن اسمه)، اليوم أظهرت أنا ومجموعة من زملائي الطلاب قدرات كانت «كامنة» من خلال تنظيفنا الفصول وساحة المدرسة الخارجية في مقابل منحنا حصة تربية «رياضية» وإخراجنا إلى الملعب، مطالباً الجهة المسؤولة بالتدخل. ولفت أحد المعلمين في مدرسة بحي المطار (فضل عدم ذكر اسمه)، إلى أن تغيب عمال «مقصف» المدرسة عن الحضور أربكهم، ما اضطر وكيل المدرسة إلى شراء وجبات خفيفة للطلاب وبيعها عليهم بنفسه بمعاونة ثلاثة من الطلاب. في حين أبدى عدد من موظفي الإدارات الحكومية في منطقة حائل امتعاضهم «الشديد» من خلو إداراتهم من العمال المتخصصين بتجهيز الشاي والقهوة وشراء الإفطار لهم، مؤكدين أنهم باتوا مستعدين الآن لدفع رواتب مجزية لأي شبان سعوديين قادرين على الحل مكان العمالة السابقة التي توارت عن الأنظار خشية فرض عقوبات عليها. من جهة أخرى، نشبت أزمة «كهربائيين» و«سباكين» في حائل وللمرة الأولى منذ 30 عاماً بعد أن خلت الشوارع من العمال الذين عادة ما تكتظ بهم سوق السباكة والكهرباء القديمة التي يجتمع فيه كل صاحب صنعة أو من يبحث عن عمل. وأوضح أحد المواطنين فهد المحيسن أنه أمضى ثلاث ساعات من دون العثور على كهربائي لإصلاح عطل في منزله تسبب في فصل التيار عنه، مشيراً إلى أنه يؤيد «الحملات التفتيشية» لكنه أشار إلى أن «الواقع يقول إن القرار لم يبحث عن وضع حلول للأزمات الناجمة عن إبعاد المخالفين في شكل مفاجئ على رغم منحهم مهلة تصحيح». من جهته، لفت فهاد الحربي إلى أن تزامن حملة التفتيش مع دخول فصل الشتاء والحاجة إلى سباكين «أمر مزعج للمواطنين»، وقال: «العمال النظاميون ندرة مقارنة بالإقبال المتزايد والمتوقع في الشتاء، إذ تستخدم سخانات المياه والمواسير للصيانة أو التغيير، مشيراً إلى أن العمالة النظامية سترفع سعرها ولن تكون قادرة على تغطية حاجات المواطنين. وقال إنه توجه أمس إلى أحد محال السباكة وطلب من أحد السباكين إصلاح عطل «بسيط» في سخان المياه بمنزله إلا أن العامل اشترط 200 ريال في مقابل خروجه من المحل لإصلاح العطل بعد أن كانت الأسعار في السابق تتراوح بين 30 و50 ريالاً. وأوضح المتحدث الإعلامي في شرطة منطقة حائل العقيد عبدالعزيز الزنيدي أنه سيتم منع مزاولة الوافدين لأية مهن غير المهن الرئيسة لهم، وأن رجال الشرطة سيعتبرون أي عقد لا تنطبق عليه الشروط والمتمثلة في تصديق توقيع صاحب المؤسسة من الغرفة التجارية غير نافذ ومخالف للنظام، وأن المواطن الذي يعمل لديه مقيم ليس على كفالته مخالف للأنظمة وتجب إحالته والوافد للمساءلة القانونية.