أعلن زعماء حركة تسعى لحكم ذاتي في برقة، شرق ليبيا الغني بالنفط، تشكيل حكومة ظل من جانب واحد أول من أمس، في تحد للحكومة المركزية الضعيفة، وسط تفجر اعمال عنف جديدة في تلك المنطقة المضطربة. ويُعد هذا الإعلان ضربةً رمزية للجهود التي تبذلها الحكومة الليبية لإعادة فتح موانئ وحقول النفط الشرقية التي أغلقتها ميليشيات وقبائل تطالب بنصيب أكبر من السلطة والثروة النفطية. وتسعى قبائل وميليشيات شرق ليبيا (بنغازي) لإقامة نظام اتحادي تتقاسم فيه السلطة مع غرب البلاد وفزان في الجنوب. وقال أنصار الحركة أن زعماءها اجتمعوا في بلدة اجدابيا الصغيرة القريبة من ميناء البريقة لاعلان حكومة تتمتع بالحكم الذاتي وأطلقوا عليها حكومة برقة. وعرضت قناة تلفزيونية مؤيدة للنظام الاتحادي لقطات لأكثر من 20 وزيراً أثناء أداء اليمين على منصة مزينة بعلم برقة. وحضر المراسم، إبراهيم جضران وهو زعيم ميليشيا قبلية والقائد السابق لقوة حماية النفط في ليبيا المسؤولة عن حراسة منشآت النفط. وكان جضران انشق عن الحكومة المركزية في الصيف الماضي، وسيطر بقواته على أكبر ميناءين ليبيين وهما راس لانوف والسدرة. ووقف جضران الذي حارب قوات القذافي أثناء الثورة، إلى جوار عبد ربه البرعصي الذي نصب نفسه رئيساً للوزراء وهو قائد سابق في القوات الجوية انشق عن الحكومة. وشارك زعماء قبليون في المراسم. وسعى رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إلى الاتصال بقيادات في شرق البلاد خلال الايام القليلة الماضية، لمحاولة لاعادة فتح موانئ النفط المغلقة في منطقة تنتج 60 في المئة من نفط البلاد، بعد أن أدت الاحتجاجات والاضرابات في موانئ وحقول النفط إلى خفض الانتاج إلى نحو 10 في المئة من انتاج البلاد الذي يصل إلى 1.25 مليون برميل يومياً. ويتهم جضران وكثيرون آخرون في شرق ليبيا زيدان والاعضاء الاسلاميين في المؤتمر الوطني العام بالفساد والاخفاق في توفير الأمن منذ اسقاط نظام القذافي. إلى ذلك، طالب عدد من أعضاء المؤتمر الوطني، الحكومة الموقتة باتخاذ اجراءات عملية ملموسة لتحقيق الأمن وفرض الاستقرار في ربوع ليبيا بوجه عام ومدينة بنغازي بصفة خاصة. وذلك بعد سلسلة من الاضطرابات والاختراقات الأمنية التي كان أبرزها مقتل ضابط في الاستخبارات العسكرية الليبية سليمان الفيسي أول من أمس، وجرح زوجته وولداه في انفجار سيارته في بنغازي. وصرح الناطق باسم الأجهزة الأمنية العقيد مولود الزوي بأن «الانفجار نتج من عبوة ناسفة وضعت تحت السيارة.