أفادت وكالة «مسار برس» السورية المعارضة في تقرير من مدينة حمص بوسط البلاد، بأن وفدي نظام الرئيس بشار الأسد وأهالي حي الوعر «أعلنا تمديد الهدنة بين الطرفين ل 3 أيام جديدة تبدأ صباح اليوم الخميس (أمس) بناء على طلب من المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وذلك لإعطاء الهدنة وقتاً كافياً لحل المسائل العالقة في الحي». وأشارت الوكالة إلى أن حي الوعر «شهد هدوءاً نسبياً باستثناء بعض الرشقات بالأسلحة الثقيلة» من قبل القوات الحكومية المحيطة بالحي. وحي الوعر هو الوحيد الذي ما زال في أيدي المعارضة السورية في مدينة حمص بعدما انسحب المعارضون من المدينة القديمة وفق اتفاق رعته الأممالمتحدة في وقت سابق هذه السنة. وأشارت «مسار برس» إلى أن «هناك خيارين مطروحين من قبل المبعوث الأممي لأهالي حي الوعر، يتمثل الأول بهدنة لتجميد القتال على نمط هدنة مدينة حلب (المقترحة)، والثاني مصالحة وطنية على غرار مصالحة حيي برزة والقابون بمدينة دمشق». وكان دي ميستورا طرح فكرة عقد هدنة محلية في حلب خلال زيارته دمشق قبل أيام، وقال إنه سمع اهتماماً بهذه الفكرة من المسؤولين السوريين الذين التقاهم، وعلى رأسهم الرئيس الأسد، لكن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض قال إن اقتراح دي ميستورا لا يخدم سوى نظام الأسد، إلا إذا كان في إطار رؤية سياسية أشمل يضمنها مجلس الأمن. وأشارت وكالة «فرانس برس» في تقرير من بيروت، إلى أن مساعدات مقدمة من الأممالمتحدة للمرة الأولى منذ ستة أشهر إلى حي الوعر المحاصر من القوات النظامية في مدينة حمص. وذكر مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن «ثلاثين شاحنة من المساعدات دخلت الثلثاء والأربعاء إلى حي الوعر للمرة الأولى منذ ستة أشهر». وأوضح ناشط يقدم نفسه باسم عبدالله الحمصي موجود في حي الوعر لوكالة «فرانس برس» عبر الإنترنت، أن المساعدات تضمنت «عشرين ألف سلة غذائية ومواد تنظيف وشوادر وبطانيات». وأكد ناشط آخر يقدم نفسه باسم محمد الحمصي في شريط فيديو نشر على موقع «يوتيوب»، أن المساعدات تتضمن أيضاً «أدوات مدرسية وهدايا من الأممالمتحدة». وبث «مركز حمص الإعلامي» التابع للمعارضة الشريط الذي تضمن صوراً ليلية لقافلة المساعدات التي دخلت الأربعاء، وبدت على الشاحنات والسيارات شعارات الأممالمتحدة والهلال الأحمر. وأشار محمد الحمصي إلى دخول قافلة أولى الثلثاء، وإلى استقبال الأهالي المساعدات بفرح. وتمكنت القوات النظامية السورية في أيار (مايو) من السيطرة على أحياء حمص القديمة التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة، بعد حصار شديد فرضته عليها لمدة سنتين تقريباً وتسبب بوفاة العشرات جوعاً، وحملات قصف متتالية دمرتها. ولم يبق إلا حي الوعر الواقع على أحد أطراف المدينة بين أيدي المقاتلين، وقد لجأ إليه عشرات آلاف الأشخاص من مناطق أخرى في المدينة، هرباً من أعمال العنف أو من قوات النظام. ويقيم حالياً في الوعر حوالى 150 ألف شخص، وهو يتعرض باستمرار لقصف من القوات النظامية، ويطالب سكانه بفتح «الطرق التجارية إليه» وبدخول مستمر للمساعدات. وفشلت محاولات عدة لإرساء هدنة في الحي. وتسيطر القوات النظامية على مجمل محافظة حمص، باستثناء بعض معاقل المعارضة المسلحة المحاصرة كلها، وبينها إلى جانب الوعر مدن تلبيسة والرستن والحولة (شمال حمص). ورداً على سؤال عن دخول المساعدات، قال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة «فرانس برس»، إن «إدخال المساعدات إلى حي الوعر يندرج ضمن البرنامج الإغاثي الذي تقوم به الدولة وتقوم بتنفيذه شهرياً»، مشيراً إلى إدخال تسع ناقلات إلى تلبيسة والرستن والحولة قبل أسبوعين محملة بالمواد الغذائية.