اقترح رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، على هامش قمة زعماء دول رابطة جنوب شرقي آسيا (آسيان) في ميانمار أمس، ابرام معاهدة صداقة مع دول المنطقة، ما يشكل محاولة من بكين لتبديد المخاوف من أنها تمثل تهديداً، لكنه أكد أن حل النزاعات على السيادة في بحر الصينالجنوبي يجب أن يحصل مع بلاده مباشرة، وليس بطريقة جماعية أو عبر التحكيم. وقال لي: «الصين مستعدة لتصبح أول شريك في الحوار يوقع معاهدة صداقة وتعاون وحسن جوار مع دول آسيان». لكن الفيليبين احدى دول «آسيان» التي تطالب بالسيادة في بحر الصينالجنوبي، والتي أثارت استياء بكين سابقاً بالسعي وراء التحكيم الدولي في شأن هذه المطالب، ردت بفتور على اقتراح الصين، باعتباره «يفتقر إلى الجوهر»، علماً انه يشبه اقتراحاً قدمته مانيلا عام 2012 وتجاهلته بكين. الى ذلك، أمل الرئيس الأميركي بارك أوباما ببناء شراكة اقتصادية واجتماعية وأمنية أكثر قوة مع دول «آسيان» التي وصفها بأنها «قلب النمو السريع في آسيا». وقال في كلمة: «اتطلع اليوم الى مواصلة تدعيم الشراكة القوية القائمة فعلاً بين آسيان والولاياتالمتحدة التي تعتزم مواصلة جهودها لتقريب وجهات النظر في ما يتعلق بالرؤية المشتركة لمستقبل منطقة آسيا والمحيط الهادئ». كما أكد التزام الولاياتالمتحدة مواصلة مشاركتها في مشاريع التعليم ومكافحة الأمراض في المنطقة. وخلال لقائه اعضاء في برلمان ميانمار في حضور زعيمة المعارضة أونغ سان سوشي، ابدى اوباما تفاؤله من التغيير السياسي في البلاد بعد انتهاء الحكم العسكري، داعياً الى بذل جهود اضافية للمضي قدماً في تنفيذ اصلاحات تشمل قضايا مهمة، مثل حماية حقوق الأقليات والحد من سلطة الجيش. وقال: «أثق بأن فجر يوم جديد تماماً سيبزغ في ميانمار، والعمل لم ينجز بالكامل»، علماً انه كان ابلغ مجلة «إراوادي» المحلية اول من امس، ان «ميانمار تتراجع في ميدان الإصلاحات بعد حملات قمع الصحافيين، وتطبيق أسلوب تعامل غير سليم مع اقلية الروهينجا المسلمة». وحض الرئيس الأميركي ميانمار على وضع خطة جديدة لمنح الجنسية للروهينجا يقدر عددهم بحوالى 1.1 مليون شخص، وإلغاء خطة مقترحة لإرسالهم إلى معسكرات احتجاز اذا رفضوا الاعتراف بأنهم من أصول بنغالية، علماً ان معظمهم يعيش في ظل ظروف تمييز عنصري في ولاية راخين (غرب)، وذلك بعد تشرد 140 ألفاً منهم اثر اشتباكات دموية مع البوذيين عام 2012. ويرفض الروهينجا مقولة إنهم من اصول بنغالية، لأنه يشير إلى أنهم مهاجرون من بنغلادش رغم انهم يقيمون منذ أجيال في ميانمار. ويزور اوباما اليوم مدينة يانغون، أكبر مدن ميانمار، للقاء زعيمة المعارضة اونغ سان سوشي الفائزة بجائزة نوبل للسلام عام 1991، والتي لاذت بالصمت حيال معاناة الروهينجا.