اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات المصرية بالفشل في التحقيق في وقائع قتل المتظاهرين على يد قوات الامن خاصة يوم السادس من تشرين الاول/اكتوبر الماضي الذي شهد تظاهرات دامية في القاهرة. وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها السبت انه رغم مرور ثلاثة اسابيع منذ استخدمت الشرطة القوة المميتة لفض تظاهرات مؤيدي الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي، فان السلطات لم تحقق او قالت انها تنوى التحقيق مع قوات الامن حول استخدام الاسلحة النارية ذلك اليوم. ونقل البيان عن جو ستورك القائم بأعمال المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في المنظمة قوله "في التعامل مع المظاهرة تلو الاخرى، قوات الامن المصريه تصعد سريعاً ودون تحذير الى استخدام الرصاص الحي، وبعواقب مميتة". والاحد السادس من تشرين الاول/ اكتوبر، قتل 57 شخصا في مصر، معظمهم في القاهرة حين ردت قوات الامن مؤيدين لمرسي حاولوا الدخول لميدان التحرير حيث كان انصار الجيش يحتفلون بالذكرى الاربعين للحرب العربية الاسرائيلية. وتعد محصلة الاشتباكات يومها الاكبر منذ فضت قوات الامن المصري بالقوة اعتصامين للاسلاميين في القاهرة في 14 اب/اغسطس الفائت مخلفة مئات القتلى. ومنذ تموز/يوليو الفائت قتل 1300 شخص في مصر بحسب ستورك. وتساءل ستورك "ما الذي سوف يضير السلطات اذا ما كبحت قوات الامن او شكلت لجنة تقصي حقائق بشان استخدام القوة المميتة؟". وقالت هيومن رايتس ووتش انه خلال الشهور الثلاثة الماضية، لم تشكل السلطات لجنة تقصي حقائق او حتى حاولت كبح قوات الامن. واتهم بيان المنظمة السلطات المصرية باتخاذ خطوات مختلفة حيال عنف المتظاهرين يتضمن اعتقالهم واحالتهم للتحقيق ومحاكمتهم بتهم الاعتداء واستخدام القوة. وحتى اللحظة، احال النائب العام المصري قضية واحدة فقط متهم فيه ضباط شرطة للمحاكمة. ويحاكم اربعة ضباط شرطة في واقعة مقتل 37 موقوفا اسلاميا في سيارة ترحيلات للشرطة في اب/اغسطس الفائت. ويواجه الضباط الاربعة تهمة القتل الخطا للموقوفين الاسلاميين الذين قتلوا اختناقا اثر اطلاق قنبلة غاز مسيل للدموع في عربة ترحيلات للشرطة كانت تقلهم لسجن. وقال ستورك "اظهرت مصر في قضية ضباط الشرطة الذين اطلقوا الغاز المسيل للدموع في عربة ترحيلات مكتظة بالمعتقلين انها يمكنها ان تحاسب ضباط الشرطة"، واضاف "لذا يجب ان تفعل بالمثل حين يطلق ضباط الشرطة النار على اعداد كبيرة من المتظاهرين السلميين". ونقل بيان هيومن رايتس ووتش عن مصدر في الطب الشرعي ان الرصاص الحي تسبب في مقتل 44 من اصل 49 شخص قتلوا في القاهرة الاحد 6 تشرين الاول/اكتوبر الماضي. وافاد المصدر لهيومن رايتس ووتش ان 20 شخصا اصيبوا بجروح قاتلة في الصدر، و17 شخصاً في الرأس، و6 في البطن، و4 في اطرافهم، واثنين في اماكن متفرقة من اجسادهم، وان احد الضحايا كان قاصرا. وقال ستورك "استخدام الشرطة المصرية للقوة القاتلة المفرطة ليس امراً جديداً، لكنهم الان يطلقون النار وكانهم لا يخشون المحاسبة". وتابع "وحتى يتخذ حكام مصر العسكريون خطوات قوية لكبح قوات الشرطة، سيستمر قتل المتظاهرين".