استشهد أربعة مقاتلين في «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، خلال عملية التصدي لقوات إسرائيلية توغلت جنوب قطاع غزة، والتي أصيب خلالها أيضاً خمسة جنود إسرائيليين في كمين، شبهه الجيش الإسرائيلي بكمائن «حزب الله». وسارعت إسرائيل الى نصب بطارية منظومة «القبة الحديد» على الحدود مع قطاع غزة، متهمة «حماس» ب «انتهاك الهدنة» القائمة، واكتفت بالقول إن «الهدوء سيقابل بالهدوء». وفي الرواية الفلسطينية للحادث، أفاد الناطق باسم «كتائب القسام» الملقب ب «أبو عبيدة» في مؤتمر صحافي مساء أمس في غزة، بأن «العدو توغل (في خانيونس) تحت جنح الظلام لمسافة 250 متراً بثماني جرافات، وثلاث دبابات، وحفارات ضخمة، ولم يضع في حسبانه بأن مجاهدي القسام جاهزون للتصدي لهذا العدوان، فوقع جنود الاحتلال في كمين محكم أعدّته لهم كتائب القسام، فأوقعت فيهم خسائر محققة، اعترف العدو بقسوتها»، مشيراً الى استشهاد «القائدين الميدانيين خالد أبو بكرة، ومحمد رشيد داود، والمجاهد القسامي محمد عصام القصاص». وأضاف ان «العدو قصف نقطة لمجموعة من مرابطي القسام، ما أدى إلى استشهاد المجاهد القسامي ربيع بركة». كما أكد أن هناك «حرباً خفية بين المقاومة والعدو»، وأنه «تم كشف جزء مهم من منظومة التجسس التي يستخدمها العدو على شركة الاتصالات الفلسطينية سيتم كشفها لاحقاً». وأوضح ان «أي توغل صهيوني أو عدوان على أرضنا وشعبنا، لن يمر دون حساب»، محذراً من مغبة استمرار الحصار على غزة. من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان fأن العملية كانت تستهدف في البداية جزءاً من نفق كبير حفر في الأراضي الإسرائيلية انطلاقاً من القطاع كُشف أخيراً، مضيفاً أن «العملية تهدف الى منع وقوع هجمات إرهابية باستخدام هذا النفق». وأوضح أن «حماس قامت خلال العملية بتفجير عبوة ناسفة استهدفت الجيش الإسرائيلي وجرحت خمسة جنود». وبث الناطق باسم الجيش على موقعه شريط فيديو يظهر عمليات تفجير نفق قال إنها جرت قبيل الانفجار الذي أسفر عن إصابة الجنود. وأشار الى أن قوة من «لواء غولاني» ترافقها قوة من سلاح الهندسة القتالي كانت تقوم بعمليات تفجير النفق في منطقة «كيسوفيم» عندما انفجرت عبوة ناسفة أصابت الجنود الخمسة، بينهم إصابة وصفت بالحرجة، مؤكداً أن الحديث يدور عن كمين مدبر أُعد مسبقاً من المقاومة الفلسطينية وسقطت فيه القوة الاسرائيلية. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الى «كمين بطريقة حزب الله» الذي قالت إنه استخدم تكتيكات مماثلة على الحدود مع لبنان، مشيرة إلى أن «هناك استخلاص عبر من حماس وحزب الله ظهرت نتائجه (اول من) امس الخميس في قطاع غزة». واتهمت إسرائيل «حماس» بأنها «انتهكت» وقف إطلاق النار الذي أبرم برعاية مصرية قبل نحو عام إثر عملية إسرائيلية واسعة، لكنها امتنعت عن التهديد بالتصعيد، بل اكتفى قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي الجنرال سامي ترجمان بالقول لموقع «واللا» العبري إن «الهدوء سيقابل بالهدوء، أما أي عملية ضدنا فسنواجهها برد قاس». من جانبها، قلّلت حكومة «حماس» من أهمية التهديدات بشن عدوان محتمل على غزة، معتبرة أنه للاستهلاك الداخلي، ومشددة على «جهوزية المقاومة في ردع أي عدوان». في هذه الأثناء، نقلت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أنه تم نصب بطارية للدفاع الجوي من منظومة «القبة الحديد» قرب الحدود مع قطاع غزة. كما أعلنت مصادر في سلاح البحرية الإسرائيلي أن وحداتها تستعد لمواجهة عمليات تهريب في البحر تقوم بها «حماس» وتنظيمات أخرى مسلحة كبديل عن الأنفاق التي هدمتها مصر. وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن سلاح البحرية رصد محاولات للتهريب عبر البحر الأحمر، مقدراً أنه سيتم استغلال هذه المسارات للتهريب باتجاه قطاع غزة.