يدخل المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الممدد له في مواجهة سياسية جديدة مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني على خلفية الاجتماع الذي يعقد اليوم في قاعة مسجد محمد الأمين في وسط بيروت وعلى جدول أعماله مجموعة من البنود أبرزها التمديد له لعام جديد نظراً الى تعذر إجراء الانتخابات بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر فيها لبنان. وعلمت «الحياة» أن المجلس الشرعي الممدد له تنتهي ولايته في نهاية العام الحالي وأن الاجتماع سيشارك فيه رئيسا حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والمكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام ورئيس الحكومة السابق رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة، بينما اعتذر عن عدم الحضور الرئيس عمر كرامي لأسباب صحية فيما يقاطع الرئيس سليم الحص الاجتماع باعتبار انه عاد عن موقفه المؤيد لإنهاء ولاية المفتي قباني. وقالت مصادر في المجلس الشرعي الممدد له إن رؤساء الحكومات هم أعضاء طبيعيون في المجلس وأن الرئيس السنيورة سيمثل أيضاً زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، وأكدت أن اجتماع المجلس اليوم كان من أبرز النقاط التي نوقشت في اللقاء الذي عقد ليل أول من أمس بين السنيورة وميقاتي في منزل الأخير. كما يبحث المجلس في العريضة التي كانت وقعتها أكثرية الأعضاء في الهيئة المكلفة انتخاب مفتي الجمهورية والتي تقضي بعزل المفتي قباني إضافة الى مناقشة القرار القضائي الرامي الى كف يد الأخير عن وقف العلماء المسلمين والذي صدر عن القاضي الشيخ محمد عساف الناظر في قضايا تولية الوقف. يذكر ان قرار التمديد للمجلس الشرعي للعام الحالي كان قوبل بمعارضة شديدة من المفتي قباني، لكن نشره في الجريدة الرسمية دفعه الى الطعن فيه أمام مجلس شورى الدولة الذي رد الطعن. واضطر المفتي في ضوء رد الطعن الى إجراء انتخابات للمجلس الشرعي بعد أن أدخل تعديلات على الهيئة الناخبة خلافاً للقانون - وفق مصدر في المجلس الشرعي الممدد له - لكن رئاسة الحكومة لم تعترف بالنتائج التي صدرت عنها ورفضت نشرها في الجريدة الرسمية، إضافة الى انها أوقفت التعامل مع الأعضاء الجدد كبديل للمجلس الشرعي الممدد له.