أثار تعيين الراقص نيكولاي تسيسكاريدزه، أحد أطراف فضيحة الاعتداء بالحمض الكاوي على المدير الفني للبولشوي، رئيساً لأكاديمية فاغانوفا المرموقة للرقص، استياء واسعاً في سان بطرسبورغ حيث وصف هذا التعيين بأنه «وقح». فالبعض اعتبر أن هذا التعيين قضى على استقلال هذا الصرح الذي أسس قبل 275 سنة وتدربت فيه آنا بافلوفا وميخائيل باريشنيكوف ورودولف نورييف. فيما أبدى البعض الآخر قلقاً من سمعة هذا الراقص البالغ من العمر 39 سنة، والذي طردته إدارة مسرح البولشوي في حزيران (يونيو) الماضي بعدما اتهمته بشكل شبه صريح بالتحريض على الاعتداء بالحمض الكاوي على منافسه المدير الفني للمسرح سيرغي فيليني. وكان سيرغي فيليني المدير الفني للمسرح الشهير في موسكو البالغ من العمر 42 سنة قد تعرض في 17 كانون الثاني (يناير) أمام مدخل مبناه لاعتداء بالحمض الكاوي فقد بصره من جرائه. وأثار هذا الاعتداء فضيحة لا مثيل لها في أوساط أشهر المسارح الروسية، كاشفاً العداوات الشديدة والخلافات الداخلية فيه. وقبل أيام، أقر الراقص في فرقة بولشوي بافيل ديمتريتشينكو المشتبه به الرئيس في الاعتداء بمسؤوليته، علماً أن نيكولاي تسيسكاريدزيه كان يحضر المحكمة ليدافع عنه. وكان نيكولاي تسيسكاريدزه، قبل طرده من البولشوي، دخل في جدال مع الإدارة بعد الاعتداء بالحمض الكاوي على منافسه، ولم يتورع عن التشكيك بحدة إصابة فيليني في وجهه وعينيه، والذي عاد وفقد بصره في وقت لاحق. واتهم مدير البولشوي اناتلوي ايسكانوف هذا الراقص بشكل شبه صريح بالمسؤولية عن الاعتداء على فيليني. وقد أقيل المدير بعد ذلك. وبناء على كل ذلك، شكل تعيين السلطات الروسية لهذا الراقص على رأس كبرى أكاديميات الرقص في البلاد استياء واسعاً في أوساط الباليه. وأبلغ العاملون في أكاديمية فاغانوفا بتعيينه، بالتزامن مع إبلاغ اثنين من كبار الوجوه في الأكاديمية، بالتخلي عن خدماتهما.